يسعى منتخب تشيلي لكرة القدم إلى تحقيق الفوز الأول له على نظيره المكسيكي في بطولات كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عندما يلتقي الفريقان غدا الاثنان بمدينة سان خوان في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كوبا أمريكا الثالثة والأربعين والمقامة حاليا في الأرجنتين.
وعلى مدار البطولات السبع السابقة التي شاركت فيها المكسيك ببطاقة دعوة التقى المنتخبان أربع مرات ففاز المنتخب المكسيكي في ثلاث مباريات وتعادلا سويا في المباراة الرابعة وهو ما يثير حفيظة المنتخب التشيلي ويدفعه للبحث عن أول فوز على نظيره المكسيكي في بطولات كوبا أمريكا.
ويواجه المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي المدير الفني لمنتخب تشيلي مهمة صعبة للغاية في البطولة الحالية حيث يحتاج لبلوغ المربع الذهبي للبطولة على الأقل في أول اختبار رسمي له مع الفريق بعد توليه المسئولية قبل شهور قليلة خلفا لمواطنه مارسيلو بييلسا بعدما قاد بييلسا الفريق للدور الثاني (دور الستة عشر) في مونديال 2010 عن جدارة بعد عروض راقية.
وعانى منتخب شيلي من عدم خوض استعدادات جادة قبل بداية البطولة الحالية نظرا للمشاكل الاقتصادية التي عانت منها كرة القدم في تشيلي خلال الآونة الأخيرة حيث فضل مسئولو كرة القدم في تشيلي استئجار طائرة خاصة لنقل أفراد البعثة البالغ عددهم 64 فردا بالإضافة لكم كبير من الأطعمة إلى الأرجنتين للمشاركة في البطولة مقابل إلغاء مباراتين وديتين للفريق مع منتخبي أيرلندا وأستراليا.
ولكن ما يطمئن بورجي أن بدايته في البطولة قد تكون غاية ووسيلة للتغلب على هذه الأمور حيث تمثل مباراة الغد غاية يسعى للوصول إليها بتحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث كما تمثل وسيلة إعداد للمباريات المقبلة خاصة وأن المنتخب يشارك بلاعبين شبان (تحت 22 عاما) مطعما بعدد قليل من اللاعبين الكبار مما يجعله مطمعا لمنافسيه لاسيما بعد المشاكل التي حاصرت الفريق في الفترة الماضية والتي كان آخرها استبعاد ثمانية من لاعبيه قبل السفر للأرجنتين بسبب فضيحة جنسية.
ويعتمد بورجي بشكل كبير على النزعة الهجومية. ويستخدم بورجي طريقة اللعب 3/4/1/2 (التي قد تتحول إلى 3/3/2/2) مع توخي الحذر الدفاعي. وبذلك ، سيكون أداء منتخب تشيلي في البطولة الحالية خليطا بين طريقتي لعب بييلسا وبورجي حيث ترك الأول بصمة على أداء الفريق يصعب على اللاعبين نسيانها سريعا بينما يتولى مواطنه بورجي قيادة الفريق حاليا.
وما يعزز فرصة الفريق ، الذي لم يحرز لقب كوبا أمريكا من قبل ، هو إمكانية اعتماده على مجموعة متميزة من اللاعبين مثل ماتياس فيرنانديز وخورخي فالديفيا وجاري ميديل.
ويبلغ متوسط أعمار لاعبي الفريق نحو 24 عاما حيث يعتمد بورجي بشكل كبير على نفس المجموعة التي خاض بها بييلسا بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا مع استبعاد اللاعب مارك جونزاليس للإصابة وعودة اللاعب ماوريسيو بينيا إلى صفوف الفريق بعد تراجعه عن قرار اعتزال اللعب الدولي.
وفي المقابل ، يأمل المنتخب المكسيكي في التغلب على مشاكله وتقديم بداية جيدة في البطولة التي يشارك فيها بدعوة للمرة الثامنة على التوالي.
ولكن مشاركته هذه المرة ستختلف عن سابقاتها في ظل خوض الفريق للبطولة بمجموعة من اللاعبين الشبان. ورغم ذلك ، يراهن المنتخب المكسيكي بعناصره الشابة وبقيادة المدير الفني الجديد لويس فيرناندو تينا على تقديم عروض تتسم بالقوة والحماس والنشاط والإثارة مع محاولة المنافسة بقوة مع باقي المنتخبات المشاركة.
ورغم ذلك يسعى المنتخب المكسيكي إلى الدفاع عن كبريائه في البطولة بعد نتائجه الرائعة في المشاركات السابقة مما يجعله في حالة بحث عن نتائج جيدة منذ بداية البطولة.
ويدرك المنتخب المكسيكي أنه يحتاج إلى الخروج بنتيجة إيجابية في مباراة الغد أملا في تحقيق الفوز في المباراة التالية أمام بيرو والاقتراب بشكل كبير من دور الثمانية قبل المواجهة الصعبة مع أوروجواي في ختام مبارياته بالمجموعة.