في عام 2005 قاد الثنائي الخطير ليونيل ميسي وسيرخيو أغويرو المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) بهولندا ثم قاد نفس الثنائي منتخب التانجو للفوز بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها العاصمة الصينية بكين.
وبعد مرور ثلاثة أعوام أخرى ، يبدو هذا الثنائي عازما على قيادة الفريق للفوز بلقب جديد وتحقيق إنجاز آخر طال انتظاره لأنصار التانجو بعدما أصبح التعاون بينهما هو مفتاح الفوز وسر التألق للمنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا في الأرجنتين.
ولم يكن الدفع بميسي وأغويرو سويا في التشكيل الأساسي للفريق واردا في حسابات المدرب سيرخيو باتيستا المدير الفني الحالي للفريق والذي قاد المنتخب الأولمبي قبل ثلاث سنوات لإحراز ذهبية الأولمبياد.
ولكن تعادل الفريق في أول مباراتين له بالبطولة الحالية ، مع بوليفيا 1/1 ثم كولومبيا سلبيا ، دفع باتيستا إلى تغيير اتجاهاته واللجوء للمسار البديل خلال المباراة الثالثة الأخيرة بالمجموعة الأولى في الدور الأول لبطولة كوبا أمريكا.
وأسفر هذا التغيير المفاجئ عن النجاح الذي انتظره الجميع حيث لعب الثنائي ميسي - أغويرو الدور الأكبر في فوز الفريق على كوستاريكا 3/صفر ليضمن الفريق التأهل لدور الثمانية باحتلال المركز الثاني في المجموعة رافعا رصيده إلى خمس نقاط مقابل ثلاث نقاط لكوستاريكا في المركز الثالث وسبع نقاط لكولومبيا في الصدارة.
وفي تحول جذري لن ينساه المتابعون للبطولة ، نجح ميسي في استعادة توازنه بعد أداء مخيب للآمال في المباراتين السابقتين بالبطولة وانتقادات لاذعة وجهت إليه قبل باقي أعضاء الفريق ليصبح كلمة السر في فوز الفريق على كوستاريكا بثلاثية نظيفة بينما أهدر الفريق أضعاف هذا العدد من الأهداف في مواجهة المرمى الكوستاريكي.
وأكد باتيستا ، تعليقا على التحول الواضح في أداء ميسي والفريق ، :شهدت المباراة تحولا في الأداء الذهني وطريقة اللعب بقيادة المتألق ميسي.
ورغم تزايد الانتقادات والشكوك من حوله ، نجح ميسي في الرد على كل ذلك من خلال 90 دقيقة من الأداء الكروي الراقي تضاهي عروضه مع برشلونة الأسباني. ولم يكن غريبا أن ينال ميسي جائزة أفضل لاعب في المباراة التي أقيمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء (بتوقيت جرينتش).
وكان ميسي هو صانع اللعب والممول الأساسي إلى زميليه أجويرو وجونزالو هيجوين رأسي الحربة لتتحول خيبة الأمل التي سادت المدرجات في المباراتين السابقتين إلى ابتسامة أمل مشرقة تتطلع لمستقبل جيد للفريق ولقب جديد في نهاية فعاليات البطولة التي تختتم في 24 تموز/يوليو الحالي.
وإلى جانب التألق الواضح لميسي ، أكمل أغويرو وآنخل دي ماريا مثلث النجاح الأرجنتيني بينما شكل المهاجم الآخر هيغوين خطورة كبيرة ولكنه أهدر الفرص تباعا.
ورغم ذلك ، لم تكن المباراة أمام كوستاريكا سوى بداية المصالحة بين المنتخب الأرجنتيني وجماهيره حيث جاء الفوز في مباراة اليوم ليدفع الجماهير التي احتشد منها 57 ألف مشجع في المدرجات خلال هذه المباراة إلى منح فرصة للفريق ومديره الفني باتيستا.
ولكن الحقيقة أن هذه الجماهير لن ترضى بأقل من الفوز باللقب الغائب عن بلادهم منذ عام 1993 .
ووجه ميسي الشكر إلى الجماهير لدى تسلمه جائزة أفضل لاعب في المباراة حيث أعرب عن امتنانه لهم على المساندة القوية طوال المباراة.
وأعرب أغويرو في نفس الوقت عن سعادته باستعادة ميسي لثقة الجماهير من ناحية وتشكيل هذا الثنائي معه من ناحية أخرى.
وأكد أغويرو مهاجم أتلتيكو مدريد الأسباني أنه يرتبط بصداقة قوية أيضا مع ميسي خارج الملعب ، مشيرا إلى أن أي لاعب يتمنى أن يكون صديقا لميسي داخل الملعب وخارجه.
بينما بدت السعادة على وجه باتيستا بعدما نجح بفريق يعتمد بشكل كبير على جيل ذهبية أولمبياد بكين في استعادة الانتصارات والثقة بالنفس ومساندة الجماهير.