يبدو أن الفترة الطويلة التي غابت فيها دورة كأس الخليج لكرة القدم عن الأراضي العمانية أنست السلطنة أهمية الدورة وثقلها خاصة بالنسبة لدول الخليج العربي.
وتحولت البطولة الخليجية على مدار أعوام طويلة من مجرد دورة صغيرة إلى واحدة من أهم البطولات الإقليمية في منطقة الخليج بل ويعتبرها بعض الخليجيين أهم من كأس العالم بالنسبة لهم.
وفي الوقت الذي يجب أن تكون فيه سلطنة
عمان مستعدة تماما لاحتضان دورة كأس الخليج التاسعة عشرة (خليجي 19) بدأت شكاوى الإعلاميين قبل أيام قليلة من انطلاق فعاليات الدورة حيث افتقدت القائمة التنظيمية للدورة بنودا لم يجر علاج بعضها حتى الآن.
ورغم أوجه القصور إلا أنه لا أحد يستطيع أن ينكر الجهود الهائلة المبذولة لتصحيح تلك الأوضاع ونجاح القائمين على التنظيم في حل تلك المشكلات بشكل سريع وناجح حيث جرى حل مشكلات بطاقات الإعلاميين كما قامت اللجنة الإعلامية بتدعيم المركز الإعلامي بالمزيد من الإمكانيات وتقلصت المشكلات التي تواجه الإعلاميين بشكل واضح.
وفي البداية واجه الإعلاميون مشكلة البطاقات الخاصة بهم والتي تسمح لهم بدخول الاستادات والوصول إلى أماكن إقامة الوفود المشاركة في البطولة.
وكانت المشكلة الثانية هي عدم استيعاب المركز الإعلامي للبطولة الأعداد الكبيرة من الإعلاميين الذين حلوا ضيوفا على السلطنة لتغطية أحداث الدورة الخليجية.
أما المشكلة الثالثة فجاءت في المؤتمرات الصحفية سواء التي تعقد في اليوم السابق للمباريات أو التي تعقد عقب المباريات نفسها.
وشهدت المؤتمرات الصحفية إقبالا كبيرا من قبل الإعلاميين الذين واجهوا بعض العوائق وكأن اللجنة المنظمة لم تكن لديها فكرة عن أهمية هذه البطولة بالنسبة لدول الخليج بل وللوطن العربي ككل.
ووصل الأمر إلى أن حدثت مشادات بين الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي عقده القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قاعة المؤتمرات بفندق "كراون بلازا" يوم الأحد مما كشف النقاب عن تقصير من ناحية المنظمين.
ووجه بعض المدربين انتقادات للمؤتمرات الصحفية ومن بينهم كلود لوروا المدير الفني للمنتخب العماني واقترح ناصر الجوهر المدير الفني للمنتخب السعودي إلغاء المؤتمرات الصحفية التي تعقد في اليوم السابق للمباريات.
كذلك انتقد ماتشالا غياب النظام شيئا ما عن ممرات دخول اللاعبين في استاد مجمع السلطان قابوس ببوشر.
وتتمثل المشكلة الرابعة في صعوبة التنقلات إلى الاستادات والفنادق التي يقيم بها الوفود نتيجة قلة عدد الحافلات المخصصة لذلك من قبل اللجنة المنظمة.
وأبدى الكثيرون تذمرهم من هيمنة عدد قليل من الجهات الإعلامية على البطولة وعدم منح الفرصة لعدد كبير من الصحفيين لتغطية الأحداث والحصول على تصريحات بعض المسئولين بالشكل المطلوب.
أما عن ملاعب التدريب فلا تزال العقبات تواجه المنتخبات نظرا لتضارب مواعيد التدريبات وكان أول حادث من هذا النوع قد وقع في يوم الجمعة السابق لبدء فعاليات البطولة وذلك على ملعب نادي
عمان بالخوير حيث فوجئ المنتخب اليمني حين وصوله لبدء أولى حصصه التدريبية في سلطنة
عمان بوجود لاعبي المنتخب الكويتي يتدربون على الملعب نفسه.
وانتظر المنتخب اليمني نحو ساعة كاملة لحين إخلاء الملعب وهو ما أثار استياء المصري محسن صالح المدير الفني للمنتخب اليمني ليعلن إلغاء التدريب ويطلب من لاعبيه التوجه للحافلة لتي كانت تقلهم.
كذلك جاءت مشكلة أخرى خلال المباريات وهي عدم توافر الإمكانيات اللازمة لخدمات الإنترنت للإعلاميين وصعوبة استيعاب الأعداد الكبيرة من الصحفيين في المكان المخصص للمؤتمرات الصحفية باستاد مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.
ولكن كما يجب الإشارة إلى السلبيات يجب ذكر الإيجابيات حيث لا أحد ينكر أن
عمان تتفوق حتى الآن على بعض الدول التي استضافت البطولة الخليجية من قبل.
ومنذ اليوم الأول لقدوم
الضيوف إلى سلطنة
عمان تسعى اللجنة المنظمة جاهدة لحل المشكلات وبالفعل نجحت في إزالة بعض العوائق ولا تزال تعمل من أجل الاستحواذ على إعجاب الجميع.
هذا بالإضافة إلى التعاون الشديد مع الإعلاميين من قبل القائمين على التنظيم وتوفير كافة سبل الراحة قدر المستطاع والترحيب الكبير الذي تلقاه
الضيوف من قبل أهالي السلطنة
المصدر