بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون)المائدة 90(91
إن الله - سبحانه وتعالى - قد ميز الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل، فبه يميز بين الخير والشر وبين الحسن والقبيح، وإن من المخالفة للفطرة إزالة العقل بالمسكرات والمخدرات، التي هي أم الخبائث، وهي عادة جاهلية قبيحة جاء الإسلام بتحريمها،
من الجرائم العظيمة، والكبائر المهلكة والذنوب المفسدة للفرد والمجتمع: المخدِّرات والمسْكِرات، فما وقع أحدٌ في شباكها إلا دمَّرته، ولا تعاطاها أحد إلا أفسدته بأنواع الفساد، ولا انتشرت في مجتمع إلا أحاط به الشر كله، ووقع في أنواع من البلاء، وحدثت فيه كبار الذنوب، ووقعت فيه مفاسد يعجِز عن علاجها العقلاء والمصلحون.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجتنبوا الخمر؛ فإنها أم الخبائث»، وروى الحاكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا الخمر؛ فإنها مفتاح كل شر»؛ وقال: حديث صحيح.
لوكان العقل يشتري لتغالي الناس في ثمنه فالعجب من يشتري بماله مايفسده
شدَّدَت الشريعة في الزجر عنها وتحريمها؛ لما فيها من الأضرار والتدمير، ولما فيها من الشر، ولما تُسبِّب لمُتعاطِيها
من تحوُّلِه إلى إنسان شرير يُتوقَّع منه الإفساد والجريمة، ولا يُرْجى منه خيرٌ،
- ذَهابُ عقله؛ والعقل هو ميزة الإنسان عن البهائم، ومَن ذهب عقله أقدَمَ على الجرائم، وتخلَّى عن الفضائل.
- تبدُّل طبائع الإنسان ومسخُه إلى شيطان من الشياطين، وتخلِّيه عن صفات الصالحين
-فسادُ التدبير؛ فيفقِدُ الفكر الصحيح والرأي السديد، ويُحجَب عن عواقب الأمور، ولا ينظر إلا إلى لذَّةِ الساعة التي هو فيها - وإن كان فيها هلاكُه وضررُه وحتْفُه
- ومن أضرارها قِصرُ العمر لما تُسبِّبُه من تدميرٍ لأجهزة البدن، ولما يعتري صاحبَها من الهُمُوم والاكتئاب.
- ومن أعظم مَضارِّ المخدرات: والمسكرات ثِقَلُ الطاعة وكراهيتُها وبُغضُها، وكراهيةُ الصالحين وبُغضُهم وعدمُ مجالستهم، والبُعْدُ عن مجالس الذكر ومواطن العبادة، وحب الجرائم وإلف المعاصي، ومصاحبة الأشرار وصداقتهم ومودتهم.
- ومن أضرارها: تسلُّط الشياطين على مُتعاطيها، وبُعْدُ ملائكة الرحمة عنه حتى تُورده جهنم، قال الله - تعالى -: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [الزخرف: 36- 39 ].
ومن أضرارها: حُلُولُ اللعنةِ لمُتعاطِيها إلا أن يتوب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لَعَنَ اللهُ الخمرَ وشاربَها وساقيها، وعاصرها ومعتصرها، وحاملها والمحمولة إليه، وبائعها ومُبتاعها»، وفي الحديث: «من شرب حَسْوَةً من خمر لم يقبل الله منه ثلاثة أيام صرفًا ولا عدلًا، ومن شَرِبَ كأسًا لم يقبل الله صلاته أربعين صباحًا، والمدمن الخمر حقٌّ على الله أن يَسقِيَه من نهر الخبال»، قيل: يا رسول الله، وما نهر الخبال؟ قال: «صديدُ أهل النار»؛ رواه الطبراني.
وقال الامام أحمد رحمه الله اذا كان الرجل كفء المرأة في المال
والحسب الإ أنه يشرب الخمر المسكر لاتزوج منه ليس بكفء لها)
نسأل الله العلى القدير الهداية لجميع المسلمين