قال القرطبي – رحمه الله - : هـذا يقوله في زمانه ، فكيف في زماننا هذا؟ الذي يـُـرى فيه الإنسان مـُـكـبـًـا على الظلم ، حـريصـًـا عليه لا يـُـقـلـع ، والسـًّـبـْـحـةُ في يده زاعـمـًا أنه يسـتـغـفـر من ذنبه ، وذلك استهزاء منه واستخفاف ، ومن أظلم ممن اتخذ آيات الله هزوًا؟ فيلزم حقيقة الندم ، واعلم أن الله إذا أراد بعبد خيـرًا اصطـفاه لنفسه ، وجعـل في قـلـبه سـراجـًـا ، يفرق بين الحق والباطل ، ويبصر عيوب نفسه ، حتى يترك الدنيا وحطامها ، ويـُـلقي عليها زمامها.
|