واصل
المنتخب القطري إستراتيجيته الناجحة في البطولة بتخطي المنتخبات الكبيرة بأقل خسائر ممكنه وتعادل مع نظيره
الإماراتي بدون أهداف في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات المجموعة الثانية في بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها سلطنة عُمان حتى السابع عشر من الشهر الحالي.
الشوط الأول
ا
لقطري ابراهيم ماجد- يمين- في صراع مع الإماراتي اسماعيل مطر
انطلقت المباراة وسط حضور كثيف من جماهير المنتخبين، قارب الـ 20 ألف متفرج، وبدأ
المنتخب القطري مهاجماً عن طريق الجانبين، وفي الدقيقة الرابعة توغل حسين ياسر من الناحية اليسرى ونجح في المرور، ورفع كرة عرضية، إلا أنها لم تستغل من مهاجمي العنابي.
ورد
المنتخب الإماراتي سريعاً ومرر محمد الشحي تمريرة أرضية لإسماعيل مطر الذي كاد أن ينفرد لولا خروج الحارس القطري محمد صقر في توقيت مناسب، وتوقف اللعب لفترة طويلة بسبب إصابة المدافع القطري عبدالله كوني إثر التحامه في وسط الملعب مع إسماعيل مطر وبدا أن
المنتخب القطري مقبل على تغيير أول اضطراري مبكر جداً، وبالفعل خرج كوني مصاباً في الدقيقة الحادية عشرة ونزل بدلاً منه ماركوني أمارال.
ولم يعمد المنتخبان لجس النبض أو دراسة بعضهما البعض، وانطلق مهاجمو ولاعبو وسط المنتخبين بحثاً عن الهدف الأول، ووضح اعتماد
المنتخب الإماراتي على تحركات إسماعيل مطر في وسط الملعب، مع انطلاقات إسماعيل الحمادي ومحمد عمر رأسي الحربة، أما
المنتخب القطري فقد اعتمد على تحركات خلفان إبراهيم في الجانب الأيمن، وحسين ياسر في الجانب الأيسر بالإضافة لوجود سباستيان سوريا كرأس حربة متمركز.
ومع انتهاء النصف ساعة الأولى من اللقاء بدا
المنتخب القطري أفضل انتشاراً في أرض الملعب وأكثر قدرة على السيطرة على أحداث اللقاء، وإن احتفظ الأبيض
الإماراتي بقدرته على شن هجمات سريعة مستغلاً سرعة محمد عمر الذي وجد تمويلاً جيداً من صانع ألعب الإمارات إسماعيل مطر.
وشهدت دقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول تحولاً في اللعب حيث نشط
المنتخب الإماراتي، وشكلت تحركات إسماعيل الحمادي وإسماعيل مطر تهديداً واضحاً على الدفاع القطري، وإن لم تشكل خطورة على مرمى محمد صقر بسبب استسلام محمد عمر للرقابة اللصيقة المفروضة عليه من بلال محمد مدافع العنابي، وفي الدقيقة 40 كان الجميع على موعد مع أخطر فرص اللقاء عندما احتسب حكم اللقاء العُماني محمد الغطريفي ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء القطرية لعبها محمد الشحي واصطدمت بالحائط البشري القطري وتهيأت للحمادي الذي كاد أن يودعها في المرمى لولا المدافع ماركوني الذي أبعد الكرة لضربة ركنية في الوقت المناسب.
وكاد
المنتخب القطري أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول عن طريق وليد جاسم الذي لعب ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء الأبيض، ذهبت فوق عارضة الحارس
الإماراتي ماجد ناصر بقليل.
وفي الوقت بدل الضائع من الشوط الأول شهدت منطقة الجزاء القطرية غارة هجومية إماراتية نتيجة الارتباك المفاجئ للمدافعين القطريين، تهيأت الكرة خلالها أكثر من مرة لكل من الشحي ومحمد عمر وإسماعيل مطر ولكن الرعونة في التسديد أضاعت فرصة التقدم على
المنتخب الإماراتي، فانتهى الشوط الأول بتعادل المنتخبين بدون أهداف.
الشوط الثاني
الإماراتي حمدان الكمالي-يمين- يحاول منع القطري سيد علي من التقدم
وجاءت انطلاقة الشوط الثاني شديدة الإثارة، حيث سجل محمد عمر هدفاً للإمارات أُلغي بداعي التسلل ورد وليد جاسم بتسديدة رائعة من ضربة حرة مباشرة أمسكها ماجد ناصر حارس الأبيض باقتدار، وفي الدقيقة 49 أضاع حسين ياسر أخطر فرص
العنابي عندما انفرد تماماً بالمرمى وسددها قوية لكن ماجد ناصر ارتدى قفاز الإجادة ثانية وأخرجها بصعوبة.
وكرر ياسر أفضل لاعبي
العنابي مع خلفان غزواته ولكن هذه المرة كانت من الجانب الأيمن ولعب كرة عرضية كان سوريا في انتظارها لكن عبد الرحيم الجنابي أخرج الكرة لضربة ركنية في الوقت المناسب.
وواصل ياسر الذي استعاد مستواه المتميز أداءه الراقي، وبعد فاصل من المراوغة داخل منطقة الجزاء القطرية من الناحية اليمنى سدد لاعب الأهلي المصري كرة رائعة مرت بجوار القائم الأيسر لماجد ناصر بسنتيمترات قليلة، أعقب ذلك تسديدة أرضية زاحفة من وليد جاسم ذهبت خارج الملعب بعد أن اعتقد كل من في الملعب أنها في طريقها للمرمى في الدقيقة 56.
وتتواصل هجمات
العنابي بفضل تألق الثلاثي سوريا وياسر وخلفان، وأمكن القول أن
المنتخب القطري أدى أفضل مبارياته منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ مباراة أوزباكستان في تصفيات المونديال التي أقيمت في الدوحة وفاز فيها
العنابي بثلاثة نظيفة.
وبدا أن حظوظ
المنتخب القطري ليست جيدة في هذا اللقاء، فقد أصيب حسين ياسر بشد عضلي، خرج على أثره ودفع ميتسو بعادل لامي بدلاً منه في الدقيقة 70.
على الجانب الآخر قام باتينيه مدرب الأبيض بالدفع بعلي الوهيبي بدلاً من محمد عمر المهاجم، فتحول بذلك إسماعيل مطر إلى اللعب في مركز رأس الحربة فأصبح بذلك محمد الشحي هو صانع الألعاب الرئيسي في
المنتخب الإماراتي، كذلك فقد دفع باتينيه بأحمد دادا بدلاً من إسماعيل الحمادي، أملاً في تنشيط هجوم الأبيض.
وهدأ اللعب مع الدخول في المنعطف الأخير من اللقاء، وقام ميتسو بالدفع بسيد علي البشير بدلاً من وليد جاسم فلعب
العنابي بذلك برأسي حربة لأول مرة، وذلك أملاً من المدرب الفرنسي في حسم اللقاء في دقائقه الأخيرة.
وارتفعت حرارة اللقاء في الدقائق الأخيرة مع إهدار مهاجمي المنتخبين للفرص السهلة، فقد أضاع أحمد دادا فرصة التهديف بعد أن لعب ضربة رأس قوية أمسكها صقر بثبات ثم انفرد سوريا من الجانب الأيمن ولكنه بدلاً من أن يلعب الكرة مباشرة في المرمى لعبها عرضية بغرابة.
وكانت هذه آخر فرص اللقاء، واطلق الحكم العُماني محمد الغطريفي صافرته بعد ذلك معلناً نهاية المباراة بالتعادل السلبي، ليحصل
المنتخب القطري على نقطته الثانية في البطولة ويتبقى له مباراة حاسمة مع نظيره اليمني بينما وصل
المنتخب الإماراتي إلى النقطة الرابعة وأصبح عليه أن يبتعد بقدر الإمكان عن الخسارة في مباراته القادمة مع نظيره السعودي.
المؤتمر الصحفي
برونو ميتسو -يسار- ودومينيك باتنيه -الثاني يميناً- أثناء المؤتمر
وتحدث مدرب
المنتخب القطري برونو ميتسو عن المباراة قائلاً: " كانت المباراة من أقوى ما يكون، وواجهنا فريقاً منظماً، ويعتمد على أساليب متعددة في الهجوم، لذلك لم نبالغ بالهجوم المتواصل، وعن فريق اليمن قال ميتسو إنه فريقاَ صعباً وأكن له كل الاحترام، وليس مضموناً أن نكسبه في اللقاء القادم ويبنغي علينا أن نقوم بمجهود كبير في اليومين القادمين حتى يمكننا ذلك".
وعن العقم التهديفي الذي يعاني منه
المنتخب القطري في البطولة حيث أنه أصبح
المنتخب الوحيد الذي لم يسجل في المباراتين، قال إنها مشكلة حقيقية تواجه منتخبه، ولكن إذا أراد اللاعبين أن يتأهلوا للدور القادم فعليهم إحراز الأهداف في المباراة القادمة.
وعن الحالة الصحية للاعب عبدالله كوني الذي خرج مصاباً قال ميتسو إن ذراع اللاعب تعرض للكسر وهناك استحالة بأن يلحق بالمباريات القادمة، أما حسين ياسر فسيتم الاتصال بمدرب الأهلي المصري لاستطلاع رأيه حول بقائه مع
المنتخب القطري حتى آخر البطولة.
وتحدث دومينيك باتنيه عن مباراة الإمارات القادمة مع السعودية، فقال إنها مباراة هامة وسنقوم بعمل أقصى مجهود لنا لتخطي عقبة السعودية، وعموماً نحن نمتلك أربع نقاط وهذا أمر جيد وسيكون دافع لنا في اللقاء القادم.