رغم أن المكسيك والولايات المتحدة بلدان جارتان وشريكتان تجاريتان ، لكنهما "عدوتان" في كرة القدم ، وغدا الأربعاء (فجر الخميس بتوقيت جرينتش) يكتب فصل جديد عبر صدام يجمعهما على استاد "الأزتيك" بالعاصمة المكسيكية في تصفيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
وإذا كانت الدولتان تحرصان على تعزيز روح التجارة بينهما ، فإن المنافسة الرياضية بينهما تزيد حدتها هي الأخرى بخطوات عملاقة منذ عقود بعيدة مضت ، عندما فاز المنتخب الأمريكي على نظيره المكسيكي للمرة الأولى في مباراة مؤهلة إلى كأس العالم 1934 في إيطاليا.
واجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الاثنين مع نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون بمدينة جوادالاخارا المكسيكية وسط البلاد ، بهدف دفع التعاون والرخاء في المنطقة.
وبالفعل ، أعلن الرئيس المكسيكي عن افتتاح جسر حدودي جديد ، بهدف تحسين وتعزيز الروابط في قطاعي التجارة والاتصالات.
وفضلا عن كونهما شريكين تجاريين يربطهما شريط حدودي يبلغ طوله ثلاثة آلاف كيلومتر ، يواجد رابط آخر مشترك يتمثل في ملايين من العمال المكسيكيين الذين يعملون ويحيون في المدن الأمريكية.
وفي الوقت الذي كان يتم فيه اجتماع الرئيسين ، كان المدير الفني للمنتخب المكسيكي خافيير أجيري يسن أسلحته على استاد "الأزتيك".
وقال كلاوديو سواريز المدافع السابق للمنتخب المكسيكي الذي لعب 172 مباراة دولية "الأمر الأكثر أهمية هو أننا نلعب على التأهل إلى كأس العالم خلال هذه المباراة ، والمكسيك أمامها فرصة كبيرة للدخول في مراكز المقدمة".
وتأتي المواجهة بين عملاقي اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) في وقت حيوي للمنتخبين اللذين يكافحان من أجل التأهل إلى أهم بطولات الساحرة المستديرة.
وأكد أجيري أن "المنافسة" تعمقت خلال بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما أقصى المنتخب الأمريكي فريقه من دور الستة عشر بفوز صريح 2/ صفر.
وقال أجيري الذي كان يتولى تدريب الفريق المكسيكي آنذاك "نعم أعتقد ذلك. لقد تسببت (تلك الهزيمة) في ألم شديد ، لأننا في تصفيات كأس العالم عادة ما نتبادل الفوز".
وأضاف "نعم الهزيمة في كأس العالم كانت صدمة قوية".
ويرى المدرب المكسيكي مباراة الأربعاء جوهرية من أجل استعادة المكانة التي فقدت في عقد التسعينات من القرن الماضي على وجه الخصوص عندما بدأ الأمريكيون تحقيق نتائج أفضل.
وفاز المنتخب المكسيكي الشهر الماضي في آخر مباراة جمعت المنتخبين في نهائي بطولة جولد كاب ، أقوى بطولات اتحاد الكونكاكاف على مستوى الفرق الوطنية ، بنتيجة تاريخية 5/ صفر ليكسب الفريق ثقة كبيرة بعد بداية ضعيفة في التصفيات ، مع إقالة المدربين السابقين هوجو سانشيز ثم السويدي زفن جوران إريكسون.
على الجانب الآخر ، ينظر المنتخب الأمريكي الذي يتولى تدريبه بوب برادلي إلى المباراة كفرصة لتأكيد النضوج الذي تعيشه كرة القدم في الولايات المتحدة ، رغم أن الاهتمام الأكبر لا يزال منصبا في البلاد على البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الأمريكية.
وخسر أبناء بردالي 2/3 أمام البرازيل في نهائي بطولة كأس القارات في جنوب أفريقيا ، بعد أن فجروا المفاجأة بالإطاحة بأسبانيا بطلة أوروبا من الدور قبل النهائي.
وبعد أن خسر الفريق لقب جولد كاب الذي كان يحمله مرتين متتاليتين عن جدارة ، باتت الفرصة مهيئة أمامه الآن للثأر للهزيمة المذلة التي تعرض لها في النهائي ، خاصة أن مباراة الغد ستكون على أرض الغريم وبالتالي فالفوز يعني إجباره على الشراب من الكأس نفسها.
لكن الأمور لن تكون بهذه السهولة ، ونحن نتحدث عن استاد "أزتيك" المرعب لمختلف المنتخبات ، والذي لم يسبق وأن حقق عليه منتخب الجار الشمالي الفوز قط ، منذ إنشائه عام 1961 .
فالملعب الذي يرتفع عن سطح البحر بمقدار 2240 مترا وشهد نهائي كأس العالم مرتين عامي 1970 و1986 سيكون دون شك اختبارا صعبا للفريق الأمريكي.
ويسعى كلا الفريقين جاهدا إلى ضمان التأهل قبل 14 تشرين أول/أكتوبر المقبل موعد الجولة الأخيرة من التصفيات ، علما بأن الولايات المتحدة تحتل المركز الثاني برصيد عشر نقاط ، مقابل ست نقاط للمكسيك في المركز الرابع.
وفي المرحلة نفسها ، السادسة من إجمالي عشر مراحل لتصفيات الكونكاكاف ، تستضيف هندوراس صاحبة المركز الثالث بسبع نقاط منتخب كوستاريكا متصدر التصفيات برصيد 12 نقطة.
ويسعى المنتخب الكوستاريكي إلى العودة بفوز سيضمن له البقاء في صدارة التصفيات حتى الجولة المقبلة ، كما يقربه كثيرا من التأهل.
الطريف أن التنافس بين المنتخبين ، لا يقل ضراوة عن الصراع بين الولايات المتحدة والمكسيك ، على مستوى منطقة أمريكا الوسطى.
ويعول المدير الفني لمنتخب كوستاريكا رودريجو كينتون على أن أصحاب الأرض لم يتجمعوا بصورة كاملة استعدادا لخوض اللقاء سوى أمس الاثنين ، في ظل تأخر عودة اللاعبين المحترفين بأندية أجنبية.
لكن ذلك لن يكون العامل الوحيد الذي يخشاه منتخب هندوراس ، في ظل مخاوف من عزوف الجماهير عن حضور اللقاء مع الأزمة السياسية التي تحياها البلاد بين حكومتين مخلوعة ومعينة ، شطرت الشعب إلى فريقين متضادين.
أما ثالث وآخر المباريات فيستضيف خلالها منتخب ترينداد وتوباجو صاحب المركز الأخير برصيد نقطتين منتخب السلفادور الذي يسبقه مباشرة بفارق ثلاث نقاط.
ويدرك المنتخب التريندادي أن الخسارة في هذه المباراة أو حتى التعادل من شأنهما القضاء على آماله في التأهل بصورة شبه مؤكدة ، في الوقت الذي يعي فيه منتخب السلفادور أن فوزه قد يدفع به إلى المركز الثالث في حالة عدم تمكن المكسيك وهندوراس من تحقيق الفوز.
يذكر أن تصفيات الكونكاكاف تؤهل ثلاثة من المنتخبات الستة إلى جنوب أفريقيا ، فيما يحتفظ صاحب المركز الرابع بفرصة أخرى من خلال مواجهة من "دور فاصل" مع صاحب المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية.
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=53939
hgl;sd; ,hg,ghdhj hgljp]m>> [dvm ,avh;m td hgj[hvm ,u]hx ;vm hgr]l