مع تبقي 500 يوم على انطلاق بطولة كأس
العالم لكرة القدم عام
2014 ، لا يزال البرازيليون يتابعون بتشاؤم استعدادات البلاد لتنظيم الحدث ، رغم بوادر الثقة من جانب الحكومة.
وباتت أكثر الجمل التي ينطق بها البرازيليون "لتتخيل كيف ستصبح الأمور خلال الكأس"، وذلك في كل مرة تغرق فيها الشوارع بمياه الأمطار ، الأمر
الذي يجعل من حركة المرور كابوسا ، أو يحدث فيها انقطاع للكهرباء عن ملايين السكان لمدة ساعات.
أصبحت تلك الجملة مكررة لدرجة أنها باتت تستخدم في حملات الدعاية لرعاة المونديال ، الذين يحاولون تغيير معناها ، حيث يؤكد أحدها "لتتخيل الاحتفال
الذي سيكون موجودا خلال الكأس".
ويؤكد وزير الرياضة
البرازيلي ألدو ريبيلو أنه لا يوجد سبب للمخاوف: "البرازيل معتادة على استضافة الأحداث الكبرى. المونديال ليس لغزا"، على حد قول السياسي
الذي وعد بأن مونديال البرازيل "سيفي بالتوقعات ، بل ويتفوق عليها".
رغم ذلك ، لا تعد التأكيدات الرسمية كافية لإقناع البرازيليين. فالمخرج السينمائي فيرناندو ميريليش على سبيل المثال اعترف بأنه "قلق" بتنظيم بلاده للحدثين الرياضيين الكبيرين ، المونديال ودورة الألعاب الأولمبية عام 2016 في ريو دي جانيرو.
وقال مخرج فيلم "مدينة الرب" الشهير ، في تصريحات لصحيفة "مترو" اللندنية "الرب فقط يعرف كيف سيقامان. علي أن أقر بأنني قلق للغاية. التخطيط ومواصلة التخطيط ليسا من أفضل مميزات البرازيليين".
ولا تغيب بواعث الخوف. فقبل 500 يوم من المونديال ، تتمثل أكثر الأعمال تقدما في الإصلاحات أو أعمال البناء التي تشهدها استادات المدن ال12 التي تستضيف الحدث.
اثنان من تلك الاستادات -في بيلو أوريزونتي وفورتاليزا- تم افتتاحهما ، وأربعة أخرى (ريو دي جانيرو وبرازيليا وسلفادور وريسيفي) سيتم الانتهاء منها قبل بطولة كأس القارات، التي تقام خلال الفترة من 15 إلى 30 يونيو المقبل.
ويبدو الوضع أكثر خطورة فيما يتعلق بمشروعات البنى التحتية التي وعدت بها الحكومة قبل
2014 ، واعتبرت أنها ستصبح الإرث الرئيسي
الذي يتركه المونديال للبرازيليين.
وسبق أن أكدت السلطات أن الأعمال المخصصة لتحسين حالة الطرق في سبعة من المدن ال12 -برازيليا وكوريتيبا وفورتاليزا وماناوس وناتال وسلفادور وساو باولو- لن يتم الانتهاء منها في
2014 .
كما يؤثر التأخير على خطط تحديث شبكة المطارات البرازيلية المتداعية. وسلمت رئيسة البرازيل ديلما روسيف العام الماضي لشركات خاصة مهمة توسعة وإدارة الموانئ الجوية في ساو باولو وبرازيليا وكامبيناس وناتال ، لكن الوضع في مطارات أخرى -من بينها ريو دي جانيرو التي تستضيف نهائي المونديال- لا يزال مبهما.
من جانب آخر ، غذى انقطاع الكهرباء المتكرر منذ العام الماضي ، والذي أثر على العديد من مناطق البرازيل ، المخاوف من وقوع مشكلة تتعلق بالطاقة خلال المونديال.
وحذرت وثيقة سرية للوكالة المنظمة لقطاع الكهرباء
البرازيلي (أنييل) حصلت عليها الصحافة البرازيلية من أن المشروعات المخصصة لمتابعة إمدادات الكهرباء تعاني من التأخر في المدن ال12 التي تستضيف المونديال ، وأكدت أنه من الضروري "إسراع عاجل" في إيقاع سير العمل.
ولم ينف نيلسون أوبنر مدير أنييل وجود الوثيقة ، لكنه أكد عدم وجود مخاوف من حدوث مشكلات في الطاقة خلال الحدثين المنتظرين: "جميع الأعمال قيد التنفيذ وبالتأكيد سيتم استكمالها في المهل المطلوبة للمونديال".
بدوره ، اعترف الوزير ريبيلو قبل أيام بأنه لم يتم الانتهاء سوى من 20 بالمئة من الأعمال المتعلقة بالمونديال ، فيما لم يتم بدء العمل في 20 بالمئة أخرى ، وهناك 60 بالمئة من المشروعات قيد التنفيذ.
ومع ذلك ، أكد أنه لا يوجد سبب للمخاوف: "البرازيل تستعد بعمل كبير من أجل تنظيم الحفل الأكبر للرياضة في العالم".
ويبدو أن عدوى التفاؤل الحكومي قد انتقلت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وأكد السكرتير العام للفيفا جيروم فالكه ،
الذي تسبب قبل أقل من عام في أزمة بتأكيده أن منظمي المونديال بحاجة إلى "ركلة في المؤخرة" من أجل الإسراع بالأمور ، في تصريح له خلال كانون أول/ديسمبر الماضي أنه الآن يثق في الدولة المنظمة.
وقال "في الوقت الحالي لا يزال هناك عمل كثير يتعين القيام به على مستوى الطرق وبنى تحتية أخرى مطلوبة. ذلك أمر عادي ، لكنني أعرف أيضا أنه سيكون لدينا ما نحتاج إليه لتنظيم الحدثين".
م ص در