نبذة تاريخية
بُعتبر تشلسي, المعروف بـ"البلوز" من واجهة الفرق الإنكليزية وإن كانت إنجازاته خجولة وحديثة العهد, قياساً على ما حققه فريقا مانشستر يونايتد مثلاً أو ليفربول.
فرغم أن عمر تشلسي الزمني 104 أعوام, مع تاريخ تأسيس يعود للعام 1905, فإن الفريق, الذي أمضى معظم أعوامه بين الكبار مع زيارات متقطعة لدوري الظل (الدرجة الثانية), لم يعرف ثباتاً بعطاءاته التي شهدت صعوداً ونزولاً, إلا أن الثابت أن النادي الوقع غرب لندن, يحافظ على حضور قوي ومستقرّ من 1997, وأفضل انجازاته على الإطلاق سجلت في العقد الأخير خصوصاً بعدما اشترى النادي رجل الأعمال الروسي الثري رومان ابراموفيتش عام 2003.
يأتي تشلسي كسادس فريق إنكليزي من حيث الشعبية عموماً على مدار السنين, وهو أكد هذا الرقم هذا الموسم, حين جاء سادساً مع معدل جماهيري بلغ 41,588 مشاهداً.
فاز بالدوري ثلاث مرات مواسم 1954-1955, 2004-2005- و2006-2007, وبكأس الاتحاد الإنكليزي خمس مرات, أعوام 1970, 1997, 2000, 2007 و2009, وكأس الرابطة أربع مرات, 1965, 1998, 2005 و2007, وكأس الدرع الخيرية ثلاث مرات1995, 2000 و2005.
أما أوروبيّاً فذاق تشلسي طعم الفوز بكأس المعارض, التي لم تعد موجودة منذ 1971, مرة واحدة عام 1966, وبكأس الكؤوس الأوروبية التي ألغيت بدورها منذ عام 1999, مرتين عامي 1971 و1998, وكأس السوبر الأوربية مرة واحدة عام 1998. أما المسابقة الأوربية الأهم, أي دوري أبطال أوروبا, فما زال البلوز يلهثون وراء لقب أوّل يشفي غليلهم, خصوصاً أن الفريق يضم خيرة لاعبي العالم, وهو كان قريباً أكثر من مرة من تحقيق حلمه قبل أن يفشل لأسباب متعددة.
يُحفظ لتشلسي أنه أوّل فريق إنكليزي تأهل لكأس أوروبا (المسمى القديم لدوري الأبطال), حين تزامن أوّل لقب له في دوري الدرجة الأولى الإنكليزي (1954-1955) مع إطلاق البطولة الأوروبية المذكورة موسم 1955-1956, لكن سوء حظّه حرمه من المشاركة بقرار منع من الاتحاد الإنكليزي, الذي طلب من تشلسي الانسحاب قبل أن تبدأ البطولة.
عجز تشلسي بعد لقبه المحلي الأوّل من إحراز لقب ثان لفترة طويلة, وبالتالي لم يشارك في كأس أوروبا (كانت المشاركة تقتصر على البطل بين 1955 و1996) , فبقي هذا الشرف بعيداً عنه حتى موسم 1998-1999, حين حل ثالثاً في الدوري فتأهّل للمشاركة في الدوري التأهيلي لدوري أبطال أوروبا لموسم 1999-2000 (المسمى الجديد منذ 1993), ومنه نجح في العبور لدوري المجموعات, ووصل مشواره في أوّل مشاركة حتى عتبة ربع النهائي حين سقط أمام برشلونة الإسباني بنتيجة قاسية, إذ فاز على أرضه 3-1 وخسر خارجها 1-5 (بعد التمديد).
في موسم 2002-2003 حل تشلسي رابعاً في الدوري المحلي, فتأهّل للمشاركة في الدور التأهيلي الثالث من دوري أبطال أوروبا2003-2004, وأتت تلك المشاركة أفضل من سابقتها إذ بلغ تشلسي نصف النهائي قبل أن يخرجه موناكو الفرنسي.
ومنذ تلك البطولة لم يفوّت البلوز فرصة التأهل لدوري الأبطال, وشاركوا في نسختي 2005-2006- و2006-2007 كأبطال لإنكلترا, وفي البطولة الأخيرة, بلغ الفريق النهائي لأوّل مرة في تاريخه, وواجه مانشستر يونايتد, وكان قاب قوسين من الفوز حين أضاع جون تيري الركلة الترجيحية الخامسة (الوقتين الأصلي والإضافي 1-1), التي كانت كفيلة بمنح الفوز لتشلسي بعدما كان أهدر كريستيانو رونالدو ركلة مانشستر الثالثة, لكن تيري أهدر ومن بعده الفرنسي نيكولا انيلكا في الركلة السابعة ليفوز مانشستر 6-5.
المشاركة الأخيرة, أي موسم 2008-2009, كانت رائعة لتشلسي خصوصاً بعد تولي الهولندي غوس هيدينك مدرب منتخب روسيا, دفة قيادة الفريق خلفاً للبرازيلي المقال لويس فيليبي سكولاري, ونجح هيدينك في قيادة الفريق لنصف النهائي الذي واجه برشلونة الإسباني في نصف النهائي.
تمكّن تشلسي من خطف التعادل في الذهاب 0-0 في إسبانيا, وفي الإياب ظل متقدماً 1-0 بهدف للغاني مايكل ايسيان في الدقيقة 9 حتى الدقيقة (90+3) حين عادل انييستا بتمريرة من ميسي النتيجة ليخرج البلوز مرة جديدة خالي الوفاض, علماً أن اللقاء شهد مستوى تحكيم متدن من قبل النروجي توم هينينغ, الذي ظلم الفريقين, إذ لم يحتسب أكثر من ركلة جزاء واضحة للفريق الإنكليزي, وطرد ظلماً لاعب برشلونة اريك ابيدال في الدقيقة 66.