.:همسة في
أذنك قبل
فوات الأوان :.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أحب أن أهمس في
أذنك بعض الكلمات النافعة لك في الدنيا والآخرة وهي نابعة من قلب يحب الخير لك ويكره لك الشر، فأعرني سمعك وقليل من وقتك.
نصيحة لك : نصيحتي لك أن تتفكر قليلاً مع نفسك في مسألة الصلاة وأن تحافظ على صلواتك في أوقاتها، فوالله لا يغني أحد عنك من الله شيئاً، ولا يتحمل وزرك ولا ينفعك مالك ولا بنوك، وماذا عساهما أن ينفعانك في القبر في تلك الحفرة، والدليل قوله
e: " يتبع الميت ثلاثة ، أهله ، وعمله ، وماله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله، ويبقى عمله" وأنت تعلم أن الصلاة من العمل فماذا يبقى إذا لم يكن عندك عمل تقدمه؟
وأعلم أن جاهك لن يدوم، وشبابك سوف يزول ، وسوف تندم على تقصيرك يوم لا ينفعك الندم، وسيحل بك الموت فجأة، وأنت في غفلة عنه، فخذ عدتك وتدبر أمرك واتعظ بمن سبقك، وكم من مرة شيعت أناساً إلى قبورهم، ألم تحدثك نفسك يوماً أنك سوف تذهب إلى نفس المصير، وقد يكونوا هم من أصحاب الأعمال الصالحة من صلوات وزكاة وحج وصيام، أما أنت فماذا عندك؟ وأعلم أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت سئل عما بعدها من زكاة وصوم وحج، وإن ردت لم يسأل عن شيء من الخير بعدها، ولو زكيت وصمت وحججت ، واعلم أن من ترك فرض صلاة عمداً برئت منه ذمة الله تعالى وذمة رسوله عليه الصلاة والسلام وأحذر أن تكون من المسلمين المزيفين الذين يصلون وقتاً كصلاة الجمعة فقط، ويدعون أوقاتاً ، ولا تكون من المنافقين الذين إذا قاموا إليها قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً.
أحذر أحذر : أن يجري الشيطان على لسانك كما يجري على ألسنة كثير من المسلمين اليوم المزيفين الذين يقولون : ليس العبرة بالصلاة وإنما العبرة بما في القلب، ويزعمون أنهم لا يغشون الناس وكذلك لا يؤذون أحداً وإن لم يكونوا من المصلين ، لقد كذبوا والله ، لقد أذوا الله ورسوله والمؤمنين .
كلمات أخيرة أقولها لك :
صلي إن كنت عاقلاً ، فوالله ما ترك الصلاة عاقل، صلي إن كنت ممن يحفظ الجميل ويشكر على المعروف، صلي إن كنت صادقاً في إسلامك ولا تخالف أفعالك أقوالك ، صلي إن كنت تحب نفسك لتنجيها غداً من عذاب أليم، وإياك أن تعاند وتصر على خطأك ، صلي إن كنت براً بوالديك ليتقبل الله دعاءك واستغفارك لهما، صلي إن كنت محباً لأولادك وكن أسوة صالحة لهم، صلي إن كنت تحب الله فالمحب لا يتلذذ إلا بمناجاة محبوبه، صلي إن كنت تخاف الله الكبير لأنه توعد من لم يصلي بالنار ، وأنت يا مسكين لا تستطيع أن تتحمل حر الشمس فكيف تقدر على النار.
هل أنت معي أن ترك الصلاة معصية، فلم تتركها ؟ وهل لديك وثيقة من الله أنه سيغفر لك، أخيراً أحذر الشيطان أن يأتيك عند عزمك على التوبة والصلاة فيقول لك ماذا سيقولون لك بعد هذا العمر سنين طويلة ولم تصل فيها، أقول لك اتركه خلف ظهرك ، وأحسن في بقية عمرك ، الله أسأل أن يهديك إلى الحق ويغفر لك ما سلف إنه على كل شيء قدير.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين