لك الحمد يا رب كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ما التجأت اليك يوما ربى بالدمع والتضرع والدعاء
الا وجدت فى رحابك الاجابة والنجدة والعطاء
وانى أقدم هذا العمل اليك برجاء
ان يكون خالصا لوجهك .. نافعا لخلقك ....عونا لهم على دفع البلاء
فتقبل منى انك سميع مجيب الدعاء
وَإِذَا أُصِيـبَ القَـوْمُ فِـي أَخْـلاقِهم .......فَأَقِـمْ عَلَيْهِـمْمَـأْتَمـاً وَعَـوِيـلاَ
وَإِذَا رُزِقْـتَ خَلِيقَـةً مَـحْمُـودَةً.......... فَقَـدْ اصْطَفَـاكَ مُقَسِّـمُالأَرْزَاقِ
فأدب النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
انظروا لهذا الشاعر الجاهلي ماذا يقول:
وأغضُّ طرفي إن بدت لي جارتي ....... حتى يواري جارتي مثواها
تمعّن في البيت السابق أكثر
لم يقله صحابي ولا تابعي ولا صاحب دينٍ سماوي , إنه جاهليٌّ, مشركٌ يعبد الأصنام وهذه أخلاقه! .. هذه أخلاق العرب التي فقدناها والتي بُعث رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ليتممها!
فكيف بنا نحن كمسلمين نحمل أخلاق ومبادئ الإسلام وروح فروسية العرب والعروبة؟؟؟ أليس حييي بنا أن نكون أهلا للأخلاق الحميدة ومنا يكتسبها ويتعلمها العالم؟؟
لهذا اسمحوا لي اخوتى في هذه السلسلة إن أحاول كشف النقاب عن أخلاقنا الإسلامية والعربية التي باتت ألان غير موجودة وإذا وجدت رماها البعض بالتخلف والرجعية لذا فسأقوم هنا بعرض أحدى هذه الأخلاق ومناقشتها معكم فنحن لسنا بحاجة إلى غيرنا ليعلمنا الأخلاق والحياة الكريمة فنحن نملك مالا يحلم به الآخرين ومنه نستقى أخلاقنا وقيمنا فهلموا بنا نحيا أخلاقنا ونتشبس بها علنا نرفع هامتنا مرة أخرى ونعلوا بها فوق الأقزام ... وما شيئٌ اذا فكرت فيه * بأذهب للمروءة والجمالٍ
من الكذب الذي لاخير فيه * وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
عليك بالصدق ولو أنه * أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ مما لاشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان هي زينة الصدق
فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق ،فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر...
الصدق...من أخلاق الإسلام العظيمة, لذا أسمحوا ان نصحبكم في الحديث عنها هذا اليوم...
الصدق......
ما أجملها من كلمة .......وما أصعبها من فعل
نعم فهى كلمة باتت تشتكى الى الله وحدتها فى هذا الزمان وضياعها وقلة أهلها المتصفون بها
فهى كلمة بسيطة سهلة الفهم ولكنها....... صعبة التطبيق لا يستطيع اى انسان ان يفعلها
فالانسان الصادق هو...... من يقول الحقيقة ويجهر بالحق بغير محاباة او مجاملة لاحد على حساب الحق او من غير خوف وخشية لاى أحد ما عدا الحق
فالانسان الصادق...... تجده دائما محارب ...... يحاربه الكل لانه ببساطة يظهر لهم حقيقتهم بوضوح ويذكرهم بصدقه وبقوله للحقيقة بمدى ضألتهم وتفاهتم ...وزيفهم.... وخطأئهم.... وذلك باعتناقهم للكذب والنفاق ولبس الحقائق
نعم
فالكذاب يعلم جيدا انه على خطأ ويعرف جيدا حقائق الامور التى يزييفها ويغيرها ولكنه الكبر والعناد والخوف
الكبر والعناد..... حيث تتكبر نفسه وتعاند ان تخضع للحق وتسير وتتصرف وفقا لقواعده وشروطه
فهو لا يريد قيود ولا أخلاقيات تلزمه وتحد من تصرفاته بل يريد ان يعيش بحرية وبفكره الحر وكما يريد هو وبئس الحرية هذه
ويمنعه الخوف والجبن من قول الحق واعتناق الصدق لانه لا يجرؤ على الجهر بذلك مخافة ضياع سلطان او جاه او عقاب من أحدهم قد يحل به أذا ما صرخ بالحقيقة وحقا هذاالانسان يستحق الرثاء والشفقة
فهو هنا يخاف ويخشى من بشر ولا يهتم برب البشر
يخشى أغضاب عباد لله ان هو قال الحق وأظهر الحقيقة
دون ان يعلم ويدرك ان رب العباد مطلع عليه ويعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور
وان الامر كله بيد الله
وانه لن يصيبه الا ما كتب له الملك
ولن يضره أحد الا بأذن الجبار
أخوتى ...
ان الصدق لايستطيعه الا المؤمن نعم المؤمن.....الذى امتلاء قلبه بحب الملك والخشية منه
ولهذا ابدا لا يمكنه ان يتجرء عليه بالكذب او تغيير الحقائق لانه يثق تمام الثقة انه مراقب
وانه سيحاسب على كل ما تفوه به لسانه يوم تخرس عن الكل السنتهم وينطقها الواحد القهار لتحكى وتقول عما قالت وأدعت
ان المؤمن يخشى قبل ان يتفوه بالكلمة يوما يقف فيه بين يدى علام الغيوب ليحاسب عما جنته يداه وعما حصده لسانه
فاتقوا يوما ترجعون فيه الى الله
أخي المسلم، أختي المسلمة..
*** ان الصدق بمعناه الضيق هو ......مطابقة منطوق اللسان للحقيقة، وبمعناه الأعم مطابقة الظاهر للباطن، فالصادق مع الله ومع الناس ظاهره كباطنه. فأحرص يا الخى ويا اختى على ان تحقق الصدق بمعناه العام فى حياتك كلها فمن تخشاه أكثر من الله وتخافه لتكذب وتدعى الباطل من أجله؟؟
ومن يستحق أكثر من ان تحترمه وتحبه وتصدقه وتستحى وتخجل من ان يراك ويمهلك ويغفر لك كذبك
الناس
أم رب الناس .......ملك الملك وملك الملوك؟؟؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين}[التوبة: 119]
*** ان الصدق هو خلق الانبياء عليهم السلام فقد أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياًّ } [مريم: 41].
وقال الله تعالى عن إسماعيل: {}وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا [مريم: 54].
وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].
وقال تعالى عن إدريس: {''وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } [مريم: 56].
وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم. فقد سمى فى الجاهلية قبل ان يبعث رسولا بين قومه ولقب بالصادق الامين
فهكذا كانت اخلاق المصطفى...... وهكذا كانت صفاته .......وهكذا كانت حياته
بالصدق والامانة
فهو لم يكذب يوما قط حتى فى داعابته....... عندما جائته عجوز فقالت له يا رسول الله أدعوا لى ان أدخل الجنة
فقال المصطفى باسما متبسما لا يدخل الجنة عجوز فبكت العجوز ظنا منها بانها لن تدخل الجنة
دون ان تعرف ان الرحمة المهداة انما قصد بذلك انها سترد الى ريعان شبابها فى الجنة ولن تدخلها وهى كبيرة السن متهالكة العمر
صلوات وربى وسلامه عليك يا سيدى يا رسول حتى فى مزحك تتحلى بالصدق
يليت ابنائك وأحفادك يقتدون بهديك ويتخلقون بخلقك فى جدهم ومزحهم
فوالله لو فعلوا واقتدوا بمعلم البشرية ما ضلوا وما ضاعوا وما ذلوا وما خسروا وما خابوا
* ** ان الصدق نجاة وخير,
وعاقبة الصدق خير وإن توقع المتكلم شرًا قال تعالى { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ.} فمن يعلم الغيب الا الملك ؟؟؟
ومن يقدر الامر وينزله الا علام الغيوب ؟؟
فهل تتخيل اخى انك تصدق الله قولا وفعلا وتخشى الجرءة عليه بالكذب ويخزيك الملك او يصيبك بأذى؟؟؟
*** أن الصدق طمأنينة وثبات
كما جاء في الحديث ((فإن الصدق طمأنينة والكذبريبة ))حسن صحيح فدائما ما يشعر الكذاب بالقلق والخوف من كشف كذبه وفضح أمره بين الناس
ولهذا تراه دائما قلقا متوجسا
وهذا لان كلامه وكذبه لا يستند الا على الاكاذيب والاقاويل التى يعلم جيدا انها باطلة ومزيفة وحججه واهية
وذلك على عكس المؤمن الصادق المطمئن تراه ثابتا متيقنا من حديثه وكلامه
لانه لا يقول الا الحقيقة ولا يدعى غير الحق ودائما نور الحق واضح بين ساطع لا يستطيع ان يخفى نوره المبطلون مهما فعلوا
مجـالات الصـدق:
الصدق مع الله: وذلك بإخلاص الأعمال كلهالله
الصدق مع الناس : فلا يكذب المسلم في حديثه معالآخرين
الصدق مع النفس : فالمسلم الصادق يعترف بعيوبه وأخطائهويصححها.
متى يسمح بالكذب؟؟
هناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها أن يكذب،ولا يعاقبهالله على هذا؛ بل إن له أجرًا على ذلك،
وهذه الحالاتهي:
الصلح بين المتخاصمين.
الكذب على الأعداء في حالالحرب.
في الحياة الزوجية فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل لزوجته إنهاقبيحة ودميمة، بل على الزوج أن يطيب خاطر زوجته.
الصدقالمذموم:
إن من الصدق ما يقوم مقام الكذب في القبح والمعرةومنها:
أ- الغيبة: وهي ذكر أخاك بما يكره مما هو فيه من صفات فيغيبته.
ب- النميمة: نقل الأخبار مع قصد الإضرار, وهو ذوالوجهين.
ثمـرات الصـدق: إنَّ أقلَّ ما يحصِّلُهُ الصادق في الدنيا حلاوةًفي منطقه وهيبةً في مطْلعه.
الفوز بثمرات التقوى العاجلةوالآجلة.
اطمئنان المؤمن على إيمانه, فالصدق أساسالإيمان.
يحظى الصادق دائماً بثقة منحوله.
كيفية تحقيق الصـــدق:
تذكر ثواب الصادقين وعظممنزلتهم.
مجالسة أهلِ الصدق، فإن للمجالسة والمخالطة أثراً كبيراً في السلوكوالأخلاق.
الدعاء، وهذا من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسنالأخلاق.
نفع الله بكم, وبلغكم منزلة الصديقين في أعلىالجنان
هل يصعب تطبيق الصدق فى حياتنا؟؟؟؟ اذن لماذا لا نصدق
ولماذا ضاع الصدق من كلامنا وحياتنا ؟؟؟؟ أسئلة تبحث عمن يجيب عليها
فهل من مجيب...
أرجو التثبيت..