علينا ألا نقول إنها مجرد خسارة في لقاء ودي
وإن كنا نؤمن بأن الأهم هو أن يظهر منتخبنا بوجه مشرّف هناك في بلد “نيلسون مانديلا” عندما نواجه سلوفينيا، وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنّ الخسارة أمام منتخب لعب من دون روح بما أنه لا يحضّر لأي شيء بعدما أقصته يد الفرنسي “تيري هنري” من الوصول إلى “المونديال”، وبثلاثية نظيفة وأداء هزيل، يجعلنا لا نقبل جميعا أي مبررات قد يطل بها علينا أي عضو من أعضاء الطاقم الفني، حتى وإن كان هذا المبرّر أن اللقاء مجرد لقاء ودي، وأن الخسارة مجرد خسارة في لقاء تحضيري، لاسيما أن الخسارات صارت تتوالى تلوى الأخرى، وبأي نتائج ؟ الرباعيات والثلاثيات وغير ذلك، ثم إن “المونديال” صار على الأبواب، وكل المنتخبات صارت على أهبة لدخول غماره بقوة، فيما لا زال منتخبنا يعد مصابيه، ويعد الأيام التي تبقت كي يتماثلوا للشفاء، ويجرب لاعبين جدد وغير ذلك من المؤشرات التي جعلتنا متشائمين .
2010 ... خمس هزائم وفوزان فقط
وإذا ما كانت الخسارة التي مُني بها أشبال سعدان سهرة يوم الجمعة على يد المنتخب الإيرلندي الرابعة له على التوالي، فهي الخامسة منذ حلول سنة 2010، وهو ما لم يحدث لهم طيلة سنتين، تكبدوا فيهما خسارة واحدة أمام المنتخب المصري في ظروف قاهرة، لكن المنتخب سقط سقوطا حرا منذ حلول السنة الجديدة، والبداية كانت أمام منتخب مالاوي المغمور بثلاثية نظيفة، ثم بخسارة أخرى مذلة أمام منتخب مصر برباعية نظيفة ساهم فيها الحكم البينيني كوفي كوجيا، ثم خسارة أخرى أمام منتخب نيجريا، فخسارة أمام صربيا، وأخرى أمام
إيرلندا أول أمس، فيما اكتفى بتحقيق الفوز في مناسبتين على حساب منتخبي مالي وكوت ديفوار وتعادل وحيد أمام أنغولا، وهي حصيلة سلبية للغاية بالنسبة لمنتخب متأهل لنهائيات كأس العالم، حصيلة تدعو حقا إلى دق ناقوس
الخطر قبل أن يقع الفأس في الرأس كما يقال هناك في بلد “نيلسون مانديلا ”.
نتائج ثقيلة ودفاع هشّ للغاية
ولم يكتف منتخبنا بتكبد خمس هزائم فقط، بل إنه نوّع في الخسارة بنتائج ثقيلة بين الرباعية والثلاثية النظيفة، ما يؤكد أن قلعة دفاعنا الصلب الذي كنا نمتلكه في تصفيات كأس العالم قد اهتزّت، إن لم نقل سقطت هي الأخرى سقوطا حرا، ففي لقاءات مصر، نيجيريا وصربيا لعبنا بدفاعنا الأساسي ومُنينا بخسارات مذلة، وفي لقاء
إيرلندا غاب بوڤرة ويحي عنتر، وجربنا الوافد الجديد بلعيد إلى جانب حليش وسقطنا بثلاثية جديدة، ما يؤكد أيضا أن الدفاع الذي تلقى سنة 2010، 16 هدفا لم يعد ذلك الدفاع القوي الذي يصعب على مدافعي الخصوم اختراقه، وهو ما يجبر سعدان على إيجاد الحلول اللازمة للحد من هذا النزيف قبل فوات الأوان.
هجوم عقيم ومرمى المنافسين صار صعب المنال
وتأكدنا جميعا أمام منتخب
إيرلندا أن أحوال هجومنا لا تقل سوءا عن أحوال دفاعنا، لأن قاطرة منتخبنا الأمامية لم تسجّل خلال السنة الجديدة أكثر من 4 أهداف، والأغرب أنها سجلت بواسطة لاعبين لا يلعبون كرؤوس حربة، بل ينشطون في الدفاع والوسط (حليش، بوڤرة، مطمور وبوعزة)، ما يجبر سعدان أيضا على إيجاد الحلول اللازمة التي تجعل لاعبًا مثل غزال يستفيق، ولاعبًا مثل جبور العائد يستعيد بريقه.. حلول تنعش هذا الخط الذي ستصعب عليه الأمور أكثر فأكثر يوم نلاقي دفاع إنجلترا الصلب والمكوّن من عمالقة من طينة آشلي كول، جون تيري، فيرديناد وغيرهم من العمالقة الذين يمتلكهم الإيطالي كابيلو.
الغيابات لا تبرّر الهزيمة الثقيلة
ومهما يكن فقد يكون لسعدان عذر من الأعذار لتبرير الخسارة الأخيرة أمام إيرلندا، وقد يرجع ذلك إلى الإصابات والغيابات، وغير ذلك، غير أن ذلك لن يكون عذرا مقبولا نبرر به هذا الإخفاق، لأننا بمطمور وبوڤرة وعنتر يحيى وكل الغائبين تكبدنا
قبيل لقاء
إيرلندا خسارات ثقيلة جدا، لذلك علينا الآن ألا نبحث عن مبررات ما دمنا قد اخترنا القائمة التي ستمثل الجزائر في المونديال، وهي القائمة التي لن تقبل تغييرا، وعلينا أيضا أن نبحث عن حلول تمكن الجزائر من الظهور بوجه مشرّف في المونديال، وذلك بداية من لقاء سلوفينيا الذي على سعدان أن يجد من الآن التركيبة المثلى التي يمكنها تفادي أخطاء لقاء
إيرلندا وصربيا ومختلف اللقاءات الأخرى، إذا ما أراد أن يقود المنتخب إلى المرور للدور الثاني.
--------------------------------
الجدد أشدّ المتأثرين بالخسارة
بدا التأثر واضحا على اللاعبين الجدد عقب الخسارة التي مني بها المنتخب الوطني سهرة الجمعة على يد المنتخب الإيرلندي، حيث كانوا يمنّون النفس أن تكون خرجتهم الأولى مع “الخضر” موفقة أو أفضل بكثير مما حدث، لكنهم صدموا لنهاية أول اختبار لهم بخسارة ثقيلة تضاف إلى الخسائر الثقيلة التي مني بها منتخبنا في الأشهر القليلة الماضية.
لم يتناولوا وجبة العشاء
ولعلّ ما يوضح شدّة تأثر اللاعبين الجدد بما حدث، هو رفض البعض منهم الالتحاق بمطعم الفندق من أجل تناول وجبة العشاء رفقة رفاقه، حيث فضلوا الإنزواء في غرفهم عوض النزول وتناول العشاء، وهو مؤشر إيجابي في الحقيقة يوحي حقا أنهم يحملون الجزائر في قلوبهم ويوحي أيضا أنهم يرغبون في تقديم شيء إضافي للمنتخب.
اللاعبون غادروا إيرلندا وتوجّهوا إلى فرنسا
كان الموعد صبيحة أمس مع مغادرة كافة اللاعبين العاصمة “دبلن” نحو فرنسا من أجل قضاء فترة الراحة التي منحها إياهم المدرب رفقة العائلة، على أن تكون عودتهم إلى التربص الثاني الذي سيقام في ألمانيا ظهر يوم غد الاثنين .
المحليون توجّهوا نحو باريس
وبما أن الفترة التي منحها الطاقم الفني للاعبين قصيرة جدا، فإن اللاعبين المحليين فضلوا أن يقضوها رفقة بعض المقربين والأصدقاء في العاصمة الفرنسية باريس، حيث توجه صبيحة أمس ڤاواوي، العيفاوي وشاوشي إلى عاصمة “الجن والملائكة”، على أن يكونوا في الموعد يوم الاثنين لدخول تربص ألمانيا.
بلحاج من مرسليا إلى الجزائر لإحياء حفل زواجه
كانت وجهة الظهير الأيسر لنادي بورسموت الإنجليزي ندير بلحاج الجزائر، حيث تنقل على جناح السرعة صبيحة أمس إلى وهران من أجل إحياء حفل زواجه مثلما كان مضبوطا، على أن يعود مباشرة بعد انتهائه من إحياء هذا الحفل.
الحفل كان شكليا للأصحاب لأنه “عاقد”
وحسب المعلومات التي هي بحوزتنا، فإن الحفل سيكون شكليا فقط من أجل الأصدقاء وأفراد العائلة والأحباب، لأن اللاعب بلحاج تزوج منذ فترة بشريكة حياته، وعقد عليها عقدا شرعيا وآخر مدنيا منذ فترة، لكنه أبى إلا أن يحيي حفلا لأفراد عائلته وأصدقائه بالوطن الأم.
------------------------------------
اللاعبون تخوّفوا من اجتياح الجمهور للملعب
صحيح أن أشبال المدرب الوطني رابح سعدان كانوا جدّ سعداء لتواجد الأنصار بتلك الأعداد الغفيرة في إيرلندا، وسعداء أيضا لتواجدهم بقوة من أجل مساندتهم في اللقاء الودي الذي جمعهم بالمنتخب الإيرلندي، إلاّ أنهم كانوا متخوفين جدّا من اقتحام الأنصار أرضية الميدان، والتسبّب في توقيف المباراة، لأنهم كانوا يدركون أن حبّ أنصار المهجر وتعلقهم بمنتخبهم وكل ما هو جزائري يجعلهم يقتحمون أرضية الميدان بطريقة عادية وكأن شيئا لم يحدث.
استرجعوا “سيناريو” لقاء فرنسا
وفي حديث لنا مع بعضهم كشفوا لنا أنهم لم يعايشوا ما حدث ب
“ستاد دوفرانس” خلال مباراة الجزائر الودية أمام المنتخب الفرنسي بما أنهم لم يكونوا يومها يدافعون عن ألوان الجزائر، إلا أنهم استرجعوا بذاكرتهم لدى دخلوهم ميدان “روايال سوسايتي” تلك المباراة وما حدث فيها من اجتياح الجماهير لأرضية الميدان، ما تسبب في توقف المباراة كلية، وأضافوا أن ما جعلهم يسترجعون ما حدث يومها هو تواجد الأنصار بأعداد كبيرة سهرة يوم الجمعة.
المخاوف زادت بعد الهدف الثالث لإيرلندا
وما زاد حدّة الخوف لدى اللاعبين هو تمكن المنافس من إضافة الهدف الثالث الذي ألحق هزيمة نكراء وثقيلة بمنتخبنا، فخاف اللاعبون من أن يغضب الأنصار ويقتحموا الملعب مثلما فعلوا بعد هدف فرنسا الرابع في “ستاد دوفرانس” منذ سنوات خلت، لكنهم حمدوا الله على أن اقتحام أرضية الميدان اقتصر على مناصر واحد كردّ على اقتحام مناصر إيرلندي الأرضية قبله ببضع ثوان.
تفكيرهم في ذلك أثر سلبا في مردودهم
ولم يخف لنا أحدهم أن الخوف من ذلك والتفكير المفرط فيه عقب تسجيل المنافس هدفيه الثاني والثالث، جعل اللاعبين يخرجون كلية من المباراة، وجعلهم يتأثرون سلبا ولا يقدرون على العودة في النتيجة، فصاروا منشغلين فقط بردّ فعل الأنصار من المدرجات عوض البحث عن الحلول للعودة في النتيجة.
-----------------------
“الخضر” غادروا فندق “راديسون“ في التاسعة وعشرين دقيقة
غادرت البعثة الجزائرية فندق “راديسون” الذي اتخذته مقرا لها طوال فترة بقائها في العاصمة الإيرلندية دبلن، في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة باتجاه مطار العاصمة. وكانت مرفوقة بسعادة سفير الجزائر في بريطانيا العظمى محمد الصالح دمبري الذي قضى الليلة مع اللاعبين في الفندق.
صور سريعة مع الأنصار
بالرغم من خيبة الأمل بعد الهزيمة أمام إيرلندا، إلا أن بعض المناصرين الجزائريين تنقلوا إلى الفندق لتشجيع اللاعبين الأمر الذي أفرحهم كثيرا بل تعداه إلى حد أخذ صور سريعة معهم قبل التوجه إلى المطار.
السفير وبعض الأنصار في المطار
قبل أن يشدوا الرحال من دبلن، حيا أشبال سعدان سفير الجزائر في بريطانيا دمبري، على غرار العشرات من الأنصار الذين انتظروهم في مطار دبلن.
الإنطلاق في أجواء مرحة
نسي لاعبو المنتخب الوطني الهزيمة أمام
إيرلندا الجنوبية، وكانوا متحررين كثيرا وتبادلوا المزاح والضحك فيما بينهم، وكانت السفرية ناحية باريس في أجواء مرحة.
سيد أحمد بوبكري قدّم هدايا لكل الوفد
قام أحد الجزائريين القاطنين في ڤالواي شرق
إيرلندا صباح أمس قبل انطلاق اللاعبين إلى المطار بتوزيع هدايا على كل أعضاء الوفد وعلى رأسهم رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم “الحاج” محمد روراوة، ومتمثلة في بعض التذكارات التي ترمز إلى إيرلندا، مع الإشارة إلى أن هذا الشخص هو صديق بوڤرة وقدم له رموزا تمثل الثقافة المحلية.
رجال شرطة كانوا في مدرجات الجزائريين
في العادة يوجد أعوان ملعب في روايال دبلن سوسييتي أرينا، إلا أن يوم المباراة كان يوجد رجال شرطة في المدرجات الخاصة بالجزائريين للتصرف في حال حدوث أي طارئ.
“هذا جنون، مناصروكم يتفاعلون مع كل لقطة”
هذا ما قاله لنا أحد الزملاء الصحفيين من
إيرلندا الذي عبّر عن اندهاشه من الجزائريين، حيث قال لنا ستيفن من قناة الـ “بي. بي. سي“: “هذا جنون، مناصروكم يتفاعلون مع كل لقطة في اللقاء، لم يتعبوا ولم يملوا”، وهو ما تأكدنا منه بما أن الأنصار الجزائريين “غمّو” نظراءهم الإيرلنديين.
المعلق تمنى حظا موفقا للجزائر
عند نهاية اللقاء، تمنى المعلق الخاص بالملعب حظا موفقا للمنتخبين خاصة للجزائر في كأس العالم بعد أن شكر الأنصار على روحهم الرياضية العالية، كما أن لاعبي المنتخب الوطني حيووا بدورهم الأنصار الإيرلنديين.
“الفيميجان” لتحية اللاعبين
قبل أربع دقائق من النهاية، أشعل الأنصار الجزائريين “الفيميجان” تحت أهازيج: “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري”، وهي طريقة من طرفهم لتحية اللاعبين وشكرهم على مجهودهم كذلك، قبل السفر إلى بلاد العم نيلسون مانديلا.