بدأت الأدوار الإقصائية لنهائيات كأس العالم 2010 بأفضلية لفرق أمريكا الجنوبية على حساب أوروبا ، قبل أن تنقلب الآية في الدور نصف النهائي حيث باتت أوروجواي الممثل الوحيد للكرة اللاتينية حين تصطدم طموحاتها بالطواحين الهولندية.
وتدخل أوروجواي المباراة بعد غياب أربعة عقود عن المربع الذهبي ، إلا أن الدولة التي لا يتجاوز تعدادها السكاني أربعة ملايين نسمة ، تدرك أن لديها تاريخا يشمل لقبين للمونديال (1930 و1950) بما يجعلها لا تهاب مقارعة كبار اليوم.
وعلى الرغم من الأفضلية النظرية لهولندا ، إلا أن لاعبي أوروجواي باتوا يشعرون كأن القدر يخبيء لهم شيئا خاصة بعد الفوز الدرامي على غانا بركلات الترجيح في دور الستة عشر.
وكان أوسكار تاباريز ، المدير الفني لأوروجواي ، قد اعترف بأنه فوجئ بتصدر فريقه لمجموعته في الدور الأول التي ضمت أصحاب الأرض والمكسيك وفرنسا ، إلا أن الفريق الذي يملكه ساعده كثيرا على تحقيق ما لم يتوقعه كثيرون.
وتملك أوروجواي فريقا متماسكا على مستوى الدفاع يقوده صخرة فناربخشة التركي دييجو لوجانو ، بينما يحظى بثنائي ارتكاز متميز هما دييجو بيريز وإخيديو أريفالو الذي يعتبر العنصر المحلي الوحيد في التشكيل الأساسي.
وينتظر أن يفقد خط الهجوم شيئا من قوته نظرا لإيقاف لويس سواريز مما سيثقل المهمة على كاهل دييجو فورلان الذي يملك حلولا من خارج منطقة الجزاء في صورة الركلات الحرة والتسديدات البعيدة.
وكان سواريز ، الذي طرد أمام غانا ، سيحظى بموعد خاص أمام الفريق البرتقالي كونه متصدر هدافي الدوري الهولندي في الموسم الأخير مع فريق أياكس الذي يتزامل فيه مع حارس الطواحين مارتن ستكلنبرج.
وعلى الرغم من أن بلوغ نصف النهائي يبدو مقنعا لجماهير أوروجواي ، فإن اللاعبين لا يستبعدون الوصول إلى ما هو أبعد ، وهو ما عبر عنه لوجانو في وقت سابق بالقول "دخولنا التاريخ مشروط بالفوز بالمونديال".
وعلى الجهة الأخرى ، تعود هولندا إلى المربع الذهبي بعد غياب 12 عاما وتسعى للفوز بالمونديال للانسحاب من التنافس مع المجر على لقب أفضل فريق غير متوج بكأس العالم الذي طالما انتظرت جماهيرها الفوز به.
وشاءت الظروف أن تقترن عودة هولندا إلى المربع الذهبي بابتعاد الفريق عن أسلوبه الهجومي المتميز ، حيث لم تفز الطواحين في أي لقاء بفارق أكثر من هدفين حيث هزمت الدنمارك (2-0) في بداية مسيرتها قبل أن تتجاوز اليابان والكاميرون وسلوفاكيا البرازيل بفارق هدف واحد.
واعترف المدرب برت فان مارفيك بأن هولندا لم تقدم في هذه البطولة العروض المنتظرة هجوميا ، إلا انه ورغم ذلك لم يعدل عن قراره بالدفع بروبين فان بيرسي كرأس حربة صريح بدلا من كلاس يان هونتلار الذي تتفق مواصفاته ومتطلبات المركز.
وجرت العادة أن يلعب فان بيرسي في مركز المهاجم المساند ، إلا أن حصوله على الرقم "9" جعله مطالبا بلعب دور الهداف الكلاسيكي وإثبات جدارته بخلافة أسماء مثل ماركو فان باستن وباتريك كلويفرت ورود فان نيستلروي.
ولعل ما يشغل فان مارفيك أيضا أن جناحه أريين روبن كان مقروءا بشكل واضح من قبل مدافعي البرازيل خلال مباراة ربع النهائي ، حيث لم يعتمد إلا على لعبة واحدة هي الانطلاق من اليمين والتوغل للداخل للتسديد بالقدم اليسرى وهي الطريقة التي سجل منها أمام سلوفاكيا.
ومن الممكن أن يلجأ فان مارفيك الآن إلى تحويل روبن إلى الجبهة اليسرى مع الإتيان بديرك كاوت كجناح أيمن حتى لا يخسر إحدى أوراقه الرابحة.
ويعتبر وسط الملعب بقيادة الثنائي مارك فان بوميل وويسلي شنايدر من أبرز نقاط قوة الهولنديين ، حيث يمتلك اللاعبان حل التسديد من بعيد والذي قد يجدي نفعا أمام التكتل الدفاعي المنتظر من لاعبي أوروجواي.
يذكر أن المباراة التي سيديرها الحكم الأوزبكي رافشان إرماتوف ستقام على ملعب جرين بوينت في كيب تاون ، وهو الملعب الذي سبق وفازت فيه هولندا على الكاميرون (2-1) بينما بدأت منه أوروجواي مسيرتها في المونديال بتعادل سلبي مع فرنسا.
jhvdo H,v,[,hd dw']l fju'a i,gk]h ggrf hguhgld