ليس هذين الناديين فقط، فهناك منتخبان واحد من إفريقيا والآخر من أوروبا. من أوروبا يمكنني الإفصاح عنه وهو بلجيكا، أما من القارة السمراء فأفضّل الاحتفاظ بالاسم لنفسي وهذا حفاظا على سرية الصفقة، ولقد تلقيت اتصالات عديدة في هذا الشأن، وأكتفي بالقول إنه من بين أقوى المنتخبات في القارة السمراء، لكن عائقين قد يحولا دون إتمام الصفقة.
ما هما؟
الأول هو ارتباطي مع نادي نيم لموسمين ولا أظن أن مسيري هذا الفريق سيسمحون لي بمغادرة ناديهم بأي شكل من الأشكال ومهما كانت قيمة العرض الذي سأتحصل عليه، أما الثاني فهو أني بدأت عملا في نادي نيم وأريد أن أكمله، وهو يتحقق بشكل تدريجي والنتائج مرضية.
وما هو موقفك إذن، هل ستبقى في نيم أم تفضّل اتخاذ وجهة أخرى، أم أنك لم تتخذ القرار النهائي بعد؟
—لم أقرر بعد، لأني حاليا أعمل في نادي نيم ولم أقل كلمتي الأخيرة بعد في هذا الفريق أو بعبارة أخرى أسعى لضمان الإمكانات التي تسمح لي بضمان تطوير هذا النادي بشكل أحسن، وإذا حصل العكس ولم يمنحوني الإمكانات فهنا سيكون كلاما آخر في الموضوع وسأغادر دون رجعة، هذا ما أنا متأكد منه.
دائما بخصوص نيم، هل هناك بعض اللاعبين الجزائريين في البطولة الجزائرية الذين تهتم بخدماتهم وتريدهم في ناديك الحالي؟
في الحقيقة هناك لاعبين جيدين في البطولة الجزائرية وأثاروا إعجابي في الآونة الأخيرة، على غرار الحارس ڤاواوي ووسط الميدان لموشية والمهاجم بوڤش، فهؤلاء يستحقون فعلا أن أهتم بهم بالنظر إلى مستواهم، لكن لا يمكن الحديث أكثر في هذا الموضوع، بما أن الوقت ما زال مبكرا في هذا الصدد، ويجب انتظار الوقت المناسب لترسيم الأمور.
سنتحدث الآن عن المنتخب الوطني الجزائري، لا نشك مطلقا في أنك على دراية بكل مستجداته، رغم أن عدم تأهيلك له لكأس أمم إفريقيا يبقى ذكرى سيئة إلا أنك تبقى تحتفظ بعلاقات جيدة، أليس كذلك؟
لا زلت على اتصال بالعديد من الأصدقاء بصفة منتظمة، ويجب عدم القول إني أحتفظ بذكريات سيئة فقط، لأن كانت لي أيضا ذكريات جميلة ستبقى راسخة في ذهني وسأبقى فخورا بعملي في الجزائر، هذا البلد العظيم.
هل تابعت المباراة الودية بين الجزائر وإيرلندا؟
بكل تأكيد.
وما هو تحليلك للمواجهة باعتبارك أحد التقنيين المعروفين؟
حتى أكون صريحا معكم، صرحت سابقا أن الحُكم على مستوى المنتخب
الوطني لن يجدي نفعا، فهناك مدرب وطني اسمه سعدان يعرف جيدا الدور المنوط به وما يجب فعله في هذا الظرف، والحديث عن خياراته قد يكون له أثره السلبي على معنويات المجموعة.
لكن، تلقي 11 هدفا في أربع مباريات دون تسجيل أي هدف أو حتى صنع فرص حقيقية
أمر مخيف نوعا ما، أليس كذلك؟
يجب أن نكون محيطين بالفريق
الوطني الجزائري لنعرف ماذا يحصل بالضبط وأين يكمن الخلل. صحيح أن الانهزام بنتائج ثقيلة يبقى أثره سلبيا على معنويات المجموعة، لكن يجب القول بالمقابل إن هذا الأمر عبارة عن ظرف فقط بما أن عقل الجميع قد يكون في المونديال، وربما أن العناصر التي ستدخل المنافسة الرسمية لم يحددها سعدان بعد، ما يجعلني أقول إن منح الوقت لمدربكم
الوطني أمر ضروري جدا، والأحكام النهائية يجب إصدارها بعد ذلك وليس الآن.
إذن المهم الآن هو التحضير لكأس العالم فقط...
هذا ما أريد قوله. يجب أن نكون جميعنا خلف المنتخب
الوطني الجزائري وندفعه إلى تحقيق نتائج إيجابية في منافسة مهمة بحجم كأس العالم، ونناصر أشبال سعدان إلى الرمق الأخير.
هناك نقطة أخرى نريد الإشارة إليها، هل إبعاد لاعب مثل مغني ستكون عواقبه وخيمة على منتخبنا الوطني في المونديال؟
لا أعرف الإمكانات الحقيقية التي يحوزها هذا اللاعب الآن، فأنا أشاهد المنتخب
الوطني الجزائري على الشاشة، رغم أنه قيل لي أن هذا اللاعب كشف عن مستوى جيد في السنوات القليلة حيث تقمص ألوان أعرق الأندية الأوروبية، أما الآن، فأرى أن الإصابة التي تعرض لها هي سبب إبعاده من المونديال، وهذا الأمر لا يعرف توابعه إلا المدرب
الوطني سواء كانت إيجابية أم سلبية.
هل تعتقد أن هناك لاعبا قادرا على تعويضه؟
لا أعتقد أن هناك لاعب قادر على تعويض مغني بسهولة، لأني لما درّبت
الجزائر سافرت في العديد من البلدان الأوروبية، ولكن أن نقول إنه لا يوجد لاعب قادر على تعويض مغني بصفة قطعية فهذا أمر لا يمكن تقبّله.
ما تعليقك على اختيارات سعدان، بالرغم من علمنا المسبق أنك ستقول لنا أن الأمر لا يخصّك، حيث أثار عدم استدعاء زرابي عبد الرؤوف وعمري الشاذلي جدلا واسعا في الأوساط الكروية الجزائرية، هل من تعليق؟
فيما يخص عمري الشاذلي لا يمكنني الإدلاء بأي شيء بما أني لم أشاهده كثيرا منذ أن توقفت مهامي مع المنتخب الجزائري، أما بالنسبة لزرابي فكلام كثير يمكنني قوله عن هذا اللاعب بما أنه تحت عيني وأعرفه جيدا، وما يمكنني قوله هو أنه من بين أحسن المدافعين الجزائريين في البطولة الفرنسية سواء في القسم الأول أو الثاني.
وهل ترى أن مشكل الانسجام سيكون مطروحا بقوة بعد أن استدعى سعدان أسماء جديدة إلى المنتخب الجزائري؟
لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأن الأمر لا يخصني، وهذا راجع كما قلت في الأول والأخير إلى أني أتابع “الخضر“ على الشاشة على غرار أي مناصر والأمور الفنية لا تهمني، لكن يمكن أن أقدّم رأيي فيما يخص زرابي لأني أعرف الإضافة التي بإمكانه أن يقدمها للمنتخب الجزائري.
في الفترة التي درّبت فيها الجزائر، كشفت العناصر الوطنية عن مستوى مقبول أمام المنتخبات القوية على غرار الأرجنتين، هل هذا مؤشر إيجابي على أننا قادرون على الصمود أمام إنجلترا ولم لا تحقيق نتيجة إيجابية أمامها؟
—ليس أمام الأرجنتين فقط بل حتى أمام البرازيل، ففي تلك الفترة كنّا محضّرين من كل الجوانب الذهنية والنفسية، وكل لاعب كان يعرف معالمه على أرضية الميدان والدور الذي ينتظره. كما أن
الجزائر مع سعدان كشفت عن مستوى جيد أيضا أمام منتخب محترم مثل الأوروغواي، ما يعني أن
الجزائر قادرة على تحدي أي منتخب كان.
كلامك يوحي أنك تثق في أن مشاركة منتخبنا الوطني في المونديال ستكون مشرّفة؟
إن شاء الله (قالها بالعربية).
إذن هزيمة إيرلندا لا يمكنها أن تُدخل الشك في نفوس اللاعبين؟
—لا أعتقد ذلك، وما يمكنني قوله هو أن الوقوف مع العناصر الوطنية الجزائرية أضحى ضرورة قصوى، والآن لا تهم نتائج المباريات الودية إطلاقا في الفترة الحالية.
نشكرك على اهتمامك سيد كفالي، وبماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
أتمنى التوفيق للمنتخب الجزائري في المونديال القادم، حيث أرى أنه من الضروري أن لا يهتموا بنتيجة
إيرلندا ولا تغرّهم رغم مرارتهما، بما أني قلتها سابقا وأعيدها حاليا،
الجزائر قادرة على الصمود في وجه أي منتخب في العالم.