بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقبل البدء بالكلام صلوا معي على خير الأنام نبينا وسيدنا وحبيينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
((( الـقــرآن يــتــحــدى )))
الناصيـة مـركــز القـيــادة
لماذا وصفت الناصية بالكذب والخطيئة ؟
هل تعلم أن الناصية هى مركز القيادة ؟
أشار القرآن الكريم إلى أن ملاك أمر دواب الأرض كلها بما فيها الإنسان ومكان تسيير شئونها وقيادتها يكمن في ناصيتها في قوله تعالى : ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [هود:56]
ووصف الله سبحانه ناصية الإنسان بالكذب والخطأ ويتبع ذلك لزوماً وصفها بصفات الصدق والصواب وهذا الوصف وصف حقيقي للناصية بصفات سلوكية في قوله تعالى ( كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ) [العلق:15،16]
قال الدكتور عبد المجيد الزندانى : ثلاثة نصوص في القرآن والسنة كلها تركز على " الناصية " أنها كاذبة ، وأنهاخاطئة ، وأنها مصدر القيادة للحيوان والإنسان .
كنت أحتار إذا قرأت هذه النصوص ، وأجد أن بعض كتب التفسير تقول : ناصية كاذبة خاطئة ، المعنى ناصية كاذب خاطئ – فأقول يا رب ! ربنا يقول ( كاذبة خاطئة ) فكيف يقولون كاذب خاطئ ؟ كيف يؤولون الكلمة عن ظاهرها ؟
لأنه لم يتصور أحد أن الناصية تكذب ، وأنها مصدر الكذب ، وأنها مصدر الخطيئة وأنها مركز قيادة الحيوان والإنسان وهذا ما كشفه العلم اليوم .
ثبت علمياً أن الفص الجبهي للدماغ Frontal lobe يقبع داخل عظام ناصية الإنسان أو مقدم جبهته frontal bone تقع في مراكز التحكم في القيام بالحركات والأعمال الطوعية واختيار ونطق الكلمات، ومركز توجيه ونطق النظر في اتجاه مقصود ومحدد.
كما أن مساحة قشرة الفص الجبهي تمثل المساحة الكبرى من قشرة الدماغ Cerebalcortex كله ، والتي تؤدي دوراً حيويًا بارزاً في التحكم الإرادي من خلال المعلومات والخبرات المختزنة فيها، بعد تحليلها واختزانها لمركز التفكير والعقل، والذي ثبت وجوده أيضاً في الفص الجبهي، واستطاع العلماء تصويره وتحديد مكانه.
وبناء على ذلك يمكننا القول باطمئنان
إن القرآن الكريم أشار إلى دور الفص الجبهي في الدماغ الذي يقع داخل الناصية في توجيه السلوك الإنساني، بالتحكم في الأقوال والأعمال من خلال وجود مراكز تكوين الألفاظ والتحكم في الحركات المتعلقة بالنطق والنظر وجميع الحركات الإرادية لكل أجزاء الجسم، ووجود مساحة شاسعة من قشرة الدماغ في هذا الفص تتيح للإنسان تحصيل وتحليل المعلومات المكتسبة مما يحقق له خبرة كبيرة في اختيار الأقوال والأفعال وتوجيه السلوك بمساعدة مركز العقل والإدراك الموجود في هذا الفص، لذلك يمكن أن يشار إلى قشرة الفص الجبهي – لما فيها من هذه المراكز والإمكانات – بأنها المنطقة المسئولة عما يصدر من الخطأ والصواب والصدق والكذب، وهذا الاستنتاج يتوافق مع نصوص القران والسنة التي أشارت بوضوح لهذا الوظائف للفص الجبهي للدماغ الكائن خلف الجبهة أو الناصية، وهو ما لم يكن معروفاً للعلماء في ذلك الزمان، ولم تكتشف هذه الحقائق إلا فى النصف الثاني من هذا القرن بعد التقدم الهائل في الأجهزة والدراسات العميقة فيعلم وظائف الأعضاء ووظائف الفص الجبهي وملفات الدماغ ...
الأدلة العلمية في صحة هذه الحقائق
1- أثبتت الأدلة الإكلينيكية (السريرية) أن تلف الفص الجبهي أو فصله يؤدى إلى فقدان المريض التحكم في سلوكه الاجتماعي، والمقدرة على استعمال الألفاظ، مع تغييرات كبيرة في معالم الشخصية، حيث تنقص قدرته في التركيز والتحمل، وحل المشكلات التي تحتاج لقدرة عقلية متميزة، وتتأثر قدرة المريض على الحكم على موقفه فيفقد الشعور بالمسئولية نحو نفسه كما تحدث بعض التغيرات العاطفية فيبدى المريض علامات الابتهاج والرضا عن النفس كما يفقد اهتمامه بمظهره الاجتماعي وقد يعانى من هبوط في المعايير الأخلاقية.
2- أصبح من الممكن قياس تدفق الدم في قشرة المخ أوأجزاء منه بواسطة النظائر المشعة والرنين المغناطيسى الوظيفي .
واستخدمت هذه الوسائل في دراسة الوظائف العليا للدماغ خاصة الوظائف المختصة باللغة التي هي من خصائص الإنسان فتبين من الدراسات أن الفص الجبهي يزداد تدفق الدم في عدة مراكز منه عند التفكر في معاني الكلمات، وعند النطق بها، بينما يزداد النشاط في مناطق الإبصار في مؤخرة الدماغ عند التعرض إلى بعض الحروف كشكل كلمة لا معنى لها .
إنه القرآن الذى تحدى العرب فى لغتهم ويتحدى العالم فى عصر العلم والتقدم وسيظل يتحدى .....
الناصية ووظيفة الفص الجبهى للدماغ . دراسة إعجازية لسورة العلق أ د محمد يوسف بكر (موقع الهيئة العامة للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة ) آيات الله فى الآفاق – د عبد المجيد الزندانى .الموسوعة الذهبية فى إعجاز القرآن والسنة النبوية – د أحمد مصطفى متولى .