الرياض ( خبر ):
تحتفل المملكة اليوم بالذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ملكاً على البلاد، وهي الذكرى التي تترجم العهود والمواثيق بين الراعي والرعية؛ لتحقيق وحدة الجماعة في حماية مصالح البلاد والعباد، والتي تتجلى بمدلولاتها في منظومة الحقوق والواجبات بين الملك وهذا الشعب الذي تمثل له هذه البيعة ذكرى مبايعة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – التي جاءت وفقاً لمراحل تأسيس وبناء بلادنا، حيث بُويع الملك عبدالعزيز بعد دخوله لمدينة الرياض في شهر شوال من عام 1319ه، واستمرت مبايعة أهالي المدن والمناطق المتاخمة لمدينة الرياض بمجرد دخوله لها وضمها إلى ربقة سلطنته وحكمه، إلى أن دانت له المنطقة الوسطى والشمالية والأحساء وإقليم الحجاز وعسير، ونودي به ملكاً على البلاد التي توحدت بفضل من المولى سبحانه تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1351ه
وبويع خلالها المؤسس – رحمه الله – من قبل شعبه على السمع والطاعة بالمعروف والنصح والدعاء له بالتوفيق وصلاح العمل والبطانة والتعاون على الإصلاح والقضاء على الشرور بمقتضى الكتاب الكريم والسنة المطهرة، كما بايعهم – رحمه الله – على السماع لهم وإنفاذ مهامهم على أكمل وجه وفق مقتضى شرع الله القويم الذي بويع عليه من سبقه من أجداده.
ولعظم شأن البيعة وضرورة استشعارها لدى المسلم قال الله تعالى مخاطباً نبيه: “إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً”، وفي ذات السورة يقوله سبحانه: “فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً”، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – “من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة، ومات فميتة جاهلية” – رواه مسلم – ويتضح من ذلك أن لتعاقب البيعة في ولاية المسلمين دوراً في استتباب الأمن والعمل للصالح العام، وعلى النقيض فإن كل فكر يدعو للتفرقة والعصيان هو فكر لا يزكيه الله ولا يوافق السنة المطهرة.
البيعة نموذج فريد لانتقال السلطة وتوحيد الكلمة و«الشراكة» في تحمل المسؤولية
تاريخ البيعة
ووفق المفهوم الشرعي لهذه البيعة يظهر جلياً مدى ما يتمتع به الراعي والرعية من استشعار للأمانة والمسؤولية ووحدة المصير والعمل على تكامل الأدوار لاستتباب الأمن والرخاء والرفاهية للصالح العام والمشاركة في منظومة تيسير شؤون البلاد ونبذ كافة صور الفرقة والعصيان والتشرذم التي نهى عنها المولى سبحانه، وحذر منها نبيه المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وهو ما بايع عليه الآباء والأجداد ملوك هذه البلاد مما زاد – ولله الحمد – من سلامة توالي البيعة في العهد السعودي، إذ بُويع للملك سعود – رحمه الله – في ذات اليوم الذي لقي فيه المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – وجه ربه عام 1373ه، كما بُويع للملك فيصل ملكاً على البلاد في عام 1384ه، وبوفاته – رحمه الله – عام 1395ه تمت البيعة للملك خالد الذي توفي – رحمه الله – في 21 شعبان عام 1402ه، وحينها بُويع لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1426ه الموافق الأول من أغسطس عام 2005م، ليبايع الشعب ولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية وقائداً لمسيرتها الخيرة بإذن الله، وذلك في جمع مهيب من المواطنين الذين وفدوا من كافات مناطق ومحافظات المملكة واكتظت بهم ساحات قصر الحكم وسط مدينة الرياض وكأنها تعيد لنا صور من مبايعة إخوانه ووالدهم رحمهم الله.
خطاب البيعة
وفي ذات المكان رسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – وفقه الله – مبادئ العمل والحكم والسياسة التي سينتهجها والتي تعتمد تلمس احتياجات الوطن والمواطن والاطلاع على أحوال الشعب، حيث قال في كلمته التي وجهها لأبنائه المواطنين في خطاب البيعة وتولي مقاليد الحكم: “إنني إذ أتولى المسؤولية.. وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة أستمد العون من اللّه عزّ وجل، وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – واتبعه من بعده أبناؤه الكرام رحمهم اللّه، وأعاهد اللّه ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستوراً، والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق، وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وألا تبخلوا علي بالنصح والدعاء”.
وقد دأب ملوك المملكة في خطاباتهم عند البيعة التأكيد على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، حيث اتسم خطاب البيعة للملك عبدالله بتأكيد السير على نهج الملك المؤسس باتخاذ القرآن الكريم دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغله الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة.
إنجازات وأهداف
ويرى المراقبون أن أكثر ما يميز الملك عبدالله هو رؤيته الإستراتيجية لقضايا الوطن، وفي مقدمتها بناء قدرات بشرية متطورة تستطيع الحفاظ على مقدرات البلاد، من خلال منظومة متكاملة قوامها الإنسان المنتمي المؤهل علماً، مع استشراف مجمل متطلبات المواطن المستقبلية وضرورة الأخذ بالأسباب الكاملة لتحقيقها.
ومن ثم تميزت التجربة السعودية في السعي نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية بالزخم الكبير والنجاح في الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر، وكذلك القدرة على إدماج الأهداف التنموية للألفية ضمن أهداف خطة التنمية الثامنة والتاسعة، وجعل الأهداف التنموية للألفية جزءاً من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية بعيدة المدى للمملكة.
وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة التي تشكل في مجملها إنجازات جليلة، تميزت حركة التنمية والإصلاح بالشمولية والتكامل في بناء الوطن ومقدراته، الأمر الذي أسهم في أن يضع المملكة كرقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة، وبذلك فقد تحقق لشعب المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديد من الإنجازات المهمة.
كما يأتي أمره – وفقه الله – بتأسيس هيئة البيعة وتشكيلها في الثلاثين من ذي القعدة عام 1428ه الموافق 10 ديسمبر 2007م، لبنةً من لبنات البناء ووحدة للصف والكلمة وقطعاً – بإذن الله – لدروب الفرقة والخلاف، ولذا كان نص مادتها الثالثة صريحاً بأن تلتزم الهيئة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على كيان الدولة، وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها، وعدم تفرقها، وعلى الوحدة الوطنية ومصالح الشعب.
hgd,l hg`;vn hgshfum gfdum oh]l hgpvldk hgavdtdk hglg; uf]hggi fk uf]hgu.d. Ng su,] –