[ السؤال الفاسد !! ]

[ السؤال الفاسد !! ]

[ السؤال الفاسد !! ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءه ناس من أصحابه صلى الله عليه وسلم

فقالوا: يا رسول الله نجد في أنفسنا الشيء نعظم أن نتكلم به

أو الكلام به ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به
قال ( أوقد وجدتموه) قالوا: نعم
قال ( ذاك صريح الإيمان )
ذكر بعض أهل العلم .. أسئلة كثيرة توقعاً لهذا الذي يدور
في جوف بعض أصحاب رسول الله
وقد قال رسول الله ( ذاك صريح الإيمان ) لأنهم خافوا من ذكرهـ
فقد خافوا من أن يقولوا هذه الأسئلة خوفاً من الله
ومن تلك الأسئلة .. هو ذاك السؤال الفاسد الذي بدأ يظهر
بسبب تداخل ثقافات العالم .. وشيوع الشيوعية
والسؤال الفاسد هو " من خلق الله ؟ "

ومن المستحيل أن يسأل ويبحث عاقل عن شيء
لم يكن موجوداً .. أو لم يحدث يوماً
لذا كان هذا العنوان .. ظاهر الفساد بهذا السؤال
لأنه متناقضٌ مع نفسه .. باطل في محتواهـ
فـ لا يتشكل السؤال إلا من معتقدٍ فاسد
أومتسائلٍ حائر في البحث عن حقيقة الجواب
ولأن الفاسد المعاند لا يأتيه الحق إلا قذفاً
أردنا أن يكون السؤال هو رأس المقال
لـ نستدرجهم من حيث لا يعلمون
ثم [ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ]

.

[ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ]
فـ تعلموا وعلموا وعملوا .. وكان ضابط إحسان عملهم
( أن تعبد الله كأنك تراهـ .. فإن لم تكن تراهـ فإنه يراك )
فـ عاشوا بعد عهد النبوة .. في أمن وقوة
ولم يسألوا عن أشياء كانوا مؤمنين بها حق الإيمان
ولم تكن أساطير الأولين .. تدخل في عقولهم التي آمنت بيقين
ومع مرور الزمن .. ضعف الإيمان
بفعل عولمة العالم .. وخروج الإلحاد المُتعالم
فـ بدأت الشبهات تتهافت .. كـ " تهافت الفلاسفة "
الذين تهافتوا بعد خروج الجاهل المُتعالم " داروين" بتجديد نظرية قديمة
أطلقها حكماء في علوم الطبيعة والمنطق والطب والهندسة
أولئك الذين أخروجوا بفطنهم أمور خفية
ولكن لمّا وصلوا إلى الإلهيات خلطوا فـ اختلطوا
لـ أنها أمور فوق طاقة البشر .. لا نعقلها إلا من الرسل
ولأن كلامهم لم يدخل العقل .. فقد أصبح شبهة وإثارة
فلم ( يزل الناس يتساءلون حتى )( يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول :
من خلق السماء ؟ من خلق الأرض ؟ فيقول : الله )

( فيقول: من خلق كذا وكذا ؟ .. حتى يقول له من خلق ربَّك ؟ )

( من خلق الله ؟ )

فالسؤال من " تلبيس إبليس " لإغواء الناس
الذين [ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ]
فـ سيادة الأفكار المادية الملموسة .. أمام الإيمان بالآخرة شيءٌ مستحيل
ولأن المستقبل غيب .. ومن يذهب إلى القبر لا يعود
عبد الناس أنفسهم واستسلموا لشهواتهم
فقط .. لأنهم مادة ملموسة محسوسة !!

وسبحانك يا الله .. أنت الواحد الأحد
[ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ .. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ]
فـ ( أنت الأول فليس قبلك شيء .. وأنت الآخر فليس بعدك شيء )
( كان الله ولم يكن شيء غيره )( ولم يكن شيء قبله)
فكيف يأتي مثل هذا السؤال .. وأنت قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء
وليس مثلك شيء

فـ السؤال متناقض .. لأن السائل عن من خلق الله ؟
يستلزم بأنه آمن بالله .. وأن الله هو الخالق
وإذا كان الله الخالق .. فكيف يكون هناك خالق وهومخلوق في آن واحد !!
ثم أننا لو سلمنا بأن هناك خالق وفي نفس الوقت مخلوق
فـ هذا سيجعلنا نقول .. من خلق خالق الخالق ؟
ومن ثم من خلق خالق خالق الخالق ؟ إلى مالا نهاية !!
وهذا التسلسل مستحيل .. فالخالق هو الأول وليس قبله شي
وبما أنه هو الأول فهو واحد .. وفي الأرقام لا نجد قبل الواحد شيء
ومن هنا نؤمن بأن الله واحد .. ليس قبله شيء
وإذا كان ليس قبله شيء .. فلا خالق له

ثم أنه فوق تناقض هذا السؤال .. فهو فاسد
لأن تصور خضوع قوانين المخلوق للخالق – سبحانه - تصور فاسد
فـ [ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ] .. فهو إله خالق .. ونحن مخلوقون
ومن المستحيل أن يكون الخالق بنفس صفات المخلوق
فمن أكبر الأخطاء أن نتفكر في الغيب .. لأن عقولنا أقل قدرة من ذلك
فـ [لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ] .. ومن المعلوم أن العقل لا يتصور إلا من صور له البصر
فمن الحماقة أن نفكر ونتصور من لا تدركه أبصارنا ولا البصيرة
فمتى دخلنا في هذا المتاهة .. كان نهايتنا حفرة من حفر النار


ثم إن الإيمان بالمحسوس .. إهمالٌ للعقل
هو صفة الحمقى .. فهل يعقل أن لا نؤمن إلا بالمحسوس
إذا فـ الأكسجين ليس محسوساً .. ومع هذا فنحن نعيش ونتنفس به
أما الماء المحسوس .. لو أردنا أن نتنفس في وسطه لمتنا
مع أن الماء محسوس .. والأكسجين غير محسوس ولا ملموس !!

ثم لو قلنا أننا نؤمن بالمحسوس
فإن العالم متغير محرك كما يقول الملاحدة .. فمن يحركه إذاً !!
أتراها صنعة من غير صانع .. أم تراها رمية من غير رام !!
[ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ] .. فمن ذاك المحسوس الذي يحركها
بالتأكيد ليس هناك غير الله

فـ متى آمنا أنه [ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ]
فـ هو أولٌ .. وليس قبل الأول شيء
( فمن وجد من ذلك شيئا - أي من جاءه الشيطان بهذا السؤال -

فليقل آمنت بالله )( فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته )

ولا يسترسل في هذا الأمر .. فـ إنه لا طائل من مثل هذا
فـ الله لاتدركه الأوهام .. ولا يشبه الأنام

[ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ]

---

F hgschg hgths] !! D

جزاك الله خير

وبارك الله فيك