لإنقاذ الموسم.. العنوان الأمثل لهذه القمة الإنجليزية، بين بلوز لندن وبلوز ليفربول،
تشيلسي وإيفرتون، الأسود والحلويات، يلتقيان على ملعب الويمبلي الجديد يوم السبت في المباراة النهائية لكأس الإتحاد الإنجليزي، وأخر مباريات
الموسم الكروي الإنجليزي ككل.. تأهل الفريقان إلى
نهائي البطولة بعد ان أقصيا ناديين من أقوى أندية الدوري الإنجليزي لهذا الموسم،،
تشيلسي عمق جراح جاره الآرسنال وأبعده من قبل النهائي بهدفي مالودا ودروجبا أمام هدف الصبي والكوت.. وأطاح إيفرتون بحامل لقب الدوري الإنجليزي "مانشيستر يونايتد" بفارق ركلات الجزاء الترجيحية أمام أكثر من 80 ألف متفرج، هذا قبل ان يُطيح رجال ديفيد مويس بنجوم ليفربول من دور الـ32، بهذه النتائج الرائعة عاد إيفرتون للمشاركـة في نهائيات الكؤوس الإنجليزية منذ ان أحرز لقب كأس هذه البطولة عام 1996 على حساب مانشيستر يونايتد.، فمنذ هذا الوقت لم يتأهل إيفرتون نهائياً لأي نـهائي.
تشيلسي خسر كل شيء ولم يتبق له إلا هذه الكأس، إذا ربحها المدير الفني المؤقت جوس هيدنيك سيعود سعيداً كما قال إلى روسيا، فمنذ ان عُين في فبراير الماضي وهو يحقق نتائج رائعة لكنها لا تنتهي النهاية السعيدة التي يرجوها هو والمالك الروسي أبراموفيتش.
ولم يتعرض هيدنيك لأي خسارة في بطولة دوري أبطال أوروبا حيث فاز على اليوفينتوس وليفربول، وتعادل مرتان معهما، ولم يستطع أقوى فريق في العالم "برشلونة" هزيمته على العكس كان قريباً من تحقيق إنتصار ثمين لولا تدني مستوى التحكيم في لقاء الإياب.، ولم يخسر هيدنيك أي مباراة خارج أرضه سوىّ من توتنهام هوتسبير.
الموسم الماضي خرج
تشيلسي بدون أي بطولات وقد يتكرر الأمر هذا
الموسم أيضاً إذا واصل إيفرتون تحقيق مُفاجأته بقيادة المدرب المُجتهد ديفيد مويـس.
المهمة ستكون بدون شك صعبة على هيدنيك بما ان مويس اختير مؤخراً من قبل رابطة الأندية الإنجليزية أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي عن موسم 2008/2009.
هذا المدرب أنتج معجزة طفيفة لإنتزاعه المركز الخامس في سلم ترتيب الأندية الإنجليزية هذا
الموسم رغم انه قد تأهل منذ فترة طويلة لنهائي كأس الإتحاد الإنجليزي أي انه ضمن مقعداً في كأس الإتحاد الأوروبي
الموسم المقبل إلا انه واصل العمل في الدوري كما وكأنه يريد التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، ليظفر في نهاية المطاف بالمركز الخامس الذي دانت السيطرة عليه من قبل أستون فيلا طيلت أحداث
الموسم وقد سبق واحتل الآرسنال هذا المركز منتصف
الموسم عندما كان يُعاني الأمرين بسبب بعض الإصابات.، لكنه آل في النهائية لإيفرتون الذي نافسته أندية كبيرة جداً أمثال أستون فيلا وتوتنهام وفولهام وويستهام على المركز الخامس لكن مستوى إيفرتون كان الأكثر ثباتاً وإنضباطاً ليصل لمبتغاه.
من المثير أيضاً ان يحقق إيفرتون كل هذه النجاحات وغائب عنه تخمة من النجوم بسبب الإصابات طويلة الأمد أمثال المهاجم النيجيري يعكوبو إيجبيني ولاعب الوسط الإسباني أرتيتا إضافة لإصابة المدافع الدولي الإنجليزي "جاجيلكا" بالرباط الصليبي.
أوجد مويس الحلول لنفسه، إستعان بالمهاجم البرازيلي المُعار من مانشيستر سيتي "جو" فلم يخزله، ثم وضع كامل ثقته في المدافع النيجيري جوسيف يوبو لسد الثغرة الدفاعية، ونجح بإمتياز في ذلك بتحقيق الإنتصار تلو الأخر في الردهات الأخيرة من بطولة الدوري بمساعدات كاهيل ومروان فيلاني وليون أوسمان ليكون هذا الإستعداد هو الأمثل للفريق لنهائي الكأس أمام تشيلســي.
انتقد ديفيد مويس سياسة الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم في توزيع تذاكر المباراة النهائية ووصف انها لم تقسم بعدالة، وبعد مناقشات طويلة ظل الحال كما هو عليه، لتشيلسي حوالي 32 مقعداً ولإيفرتون 25 فقط.
مشوار
تشيلسي في البطولة "سهل زي المياه"!!
خاض
تشيلسي إختبارات سهلة، بالبلدي عندما يسأل زميل زميلاً له ما هو أخبار الإمتحان يقول له: "كان سهل زي المياه"..
وأقصد ان الفريق كان محظوظاً منذ البداية بمواجهته لأندية الدرجات السفلى الإنجليزية حتى واجه صبية الآرسنال في قبل النهائي.
بدأ
تشيلسي بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي ببطء مفاجيء لكل عشاقه بتعادله الإيجابي 1/1 مع نادي ثاوسيند على ملعب الستانفورد بريدج، لتقام مباراة إعادة بينهما على ملعب ثاوسيند لكن
تشيلسي أنتفض وحقق الفوز (1/4) بفضل بالاك ولامبارد وكالو وبلال أنيلكا.
تأهل
تشيلسي لدور الـ32 من البطولة ليواجه فريق إيبسويتش تاون -الذي يدربه الآن روي كين-، وحقق الفوز من المباراة الأولى بثنائية لبالاك وهدف للامبارد، وفي دور الـ16 لم يعان كثيراً على ملعب واتفورد رغم تأخره بهدف في الدقيقة 65 بإمضاء المهاجم المجري "تاماس بيريسكين"، حيث رد بلال أنيلكا عليه بثلاثية دونها في الدقائق الـ15 الأخيرة، 75 و77 و90!!
وحل
تشيلسي ضيفاً في الدور ربع النهائي على نادي كوفنتري سيتي وإستطاع تحقيق الفوز بصعوبة (صفر/2) بفضل دروجبا والمدافع البرازيلي أليكس دا كوستا في الدقيقتين 15 و70.
وفي الدور قبل النهائي لعب
تشيلسي أمام عدوه اللدود في مدينة لندن "الآرسنال" على ملعب الويمبلي، وكان لابد من فائز في هذه المباراة، لإلغاء الإتحاد الإنجليزي نظام مباراة الإعادة في حالة التعادل (في مباريات الدور قبل النهائي فقط).، وتغلب الأسود رغم تأخرهم بهدف أحرزه في الشوط الأول الدولي الإنجليزي ثيو والكوت بعد تلقيه عرضية من جيبسون في الدقيقة 18، إلا ان الفرنسي مالودا كان له رأي أخر بإحراز هدف التعديل في الدقيقة 33 لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة، وفي الوقت الذي كان يستعد فيه فينجر لخوض شوطين إضافيين وجد دروجبا يَمر من مدافعيه ويراوغ حارسه الشاب فابيانسكي ليُحرز هدف الفوز في الدقيقة 85.
مشوار إيفرتون في البطولة "مُــر كالعلقم"!!
عكس
تشيلسي تماماً، مشوار إيفرتون كان مليء بالمطبات والأندية الصعبة، جُلها من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، اللهم إلا فريق وحيد فقط دون المستوى وهو "ماكليسفيلد" الناشط في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزية.، أما بقية الأندية فكانت ليفربول وأستون فيلا وميدلسبره ومانشيستر يونايتد.
أستهل إيفرتون مشواره من الدور الثالث للبطولة كحال
تشيلسي بمباراة سهلة أمام ماكليسفيلد من دوري الدرجة الثالثة الإنجليزية، وفاز بهدف وحيد أحـرزه لاعب الوسط ليون أوسمان.
في دور الـ32 أوقعته القرعة في مواجهة غريمه التقليدي في المدينة "ليفربول" بطل أوروبا 2005 وبطل البطولة موسم 2005/2006،، ولكن مويس وضع خطته المُحكمة وكاد يخرج فائزاً من الأنفيلد رود بهدف المدافع ليسكوت لكن ستيفن جيرارد والنجم فيرناندو توريس كانا لهما رأياً أخر بقيامهما بعمل جبار في هدف التعادل الذي جاء بعمل فني راقٍ جداً، كرة بالكعب من توريس على الطائر في منتصف الملعب تذهب لجيرارد في وضعية إنفراد تام ليُحرز منها أجمل أهداف
الموسم على الإطلاق.
ليحتكم الفريقين لمباراة إعادة اقيمت على ملعب إيفرتون "الجوديسون بارك"، أمتلئت بالكروت الصفراء إضافة لبطاقة حمراء نالها لاعب وسط ليفربول البرازيلي لوكاس ليفا، وكانت المباراة سمجة بعض الشيء خاوية من فنون كرة القدم، واختلفت تماماً عن مباراة الذهاب، وانتهت بالتعادل السلبي في وقتها الأصلي، وكاد ينتهي الوقت الإضافي أيضاً بالتعادل السلبي إلا ان البديل "فان جوسلينج" أحرز هدف أسطوري لن ينساه الليفربوليين بكافة أطيافهم، بمراوغته مدافعين في لعبة واحدة ثم تسديده الكرة على أقصى يسار رينا في زاوية مُستحيلة - على طريقة ميسي في فاندر سار-.، وجاء الهدف في الدقيقة 118!!
تأهل إيفرتون وواصل طريقه نحو المقدمة.. ولم تعوقه عقبتي أستون فيلا وميدلسبره، بتحقيقه الفوز على الأول 3/1 بفضل رودويل وأرتيتا وكاهيل، وعلى الثاني قلب تأخره بهدف لفوز بهدفين أحرزهما مروان فيلاني البلجيكي المغربي ولويس ساها الفرنسي.
ليصطدم من جديد بعملاق أخر في الدور قبل النهائي، مانشيستر يونايتد وقف نداً قوياً بإحتياطييه أمام إيفرتون على الويمبلي الجديد، وانتهت المباراة وشوطيها الإضافيين بالتعادل السلبي، ليُعلن مايك رايلي عن أول ركلات ترجيحية في الأدوار الحاسمة للبطولة هذا الموسم، ويقود الحارس الأمريكي "تيم هاورد" -الحارس الأسبق لمانشيستر يونايتد- إيفرتون للتأهل بعد تصديه لبيرباتوف وفيرديناند، ويحرز فيل نيفيل لاعب مانشيستر الأسبق ركلة جزاء مؤثرة جداً ثم يواصل الفريق تقدمه بإحراز بينيس وفوجان ثم يختتم جاجيلكا الملحمة بركلة جزاء ناجحة في مرمى الحارس البديل لليونايتد بن فوستر ليُعلن عن تأهل إيفرتون للمرة الأولى لنهائي البطولة منذ عام 1996.
بعض الآراء قالت ان
تشيلسي مشواره كان أسهل من السهولة نفسها، بينما مشوار إيفرتون كما هو واضح صعب ومليء بالمطبات والحفر وربما المستقنعات، لكنه لم يسقط وواصل طريقه بنجاح، فهل هذا يعني انه الأحق بلقب البطولة؟
التشكيلة المتوقعة لتشيلسي:
تشيك، بوسنجوا، تيري، أليكس، أشلي كول، بالاك، لامبارد، إيسيان، مالودا، دروجبا، أنيلكا.
التشكيلة المتوقعة لإيفرتون :
هاورد، يوبو، ليسكوت، هيبرت، نيفيل، بينيس، كاهيل، بينار، أوسمان، رودويل، ساها
يذكر ان
تشيلسي فشل هذا
الموسم من تحقيق الفوز على إيفرتون في بطولة الدوري المحلي، بتعادلين سلبيين.، وانهى
تشيلسي مسابقة الدوري ثالثاً خلف مانشيستر وليفربول.
المباراة منقولة على الهواء مباشرةً من ملعب اللقاء، عبر الناقل الحصري للبطولة في الشرق الأوسط، بإدارة الحكم الدولي الإنجليزي هاورد ويب.