نجح المنتخب الجزائري في التأهل إلى بطولة كأس
الأمم الأفريقية بعدما تغلب على ضيفه
الليبي بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة ضمن إياب الدور النهائي من التصفيات المؤهلة لأقوى البطولات الكروية في القارة السمراء مساء الأحد.
وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين قد انتهت بفوز
الجزائر بهدف دون رد والتي أقيمت على ملعب محمد الخامس بالمغرب بسبب الاضطرابات التي تشهدها ليبيا.
استغل المنتخب الجزائري الضغط "الرهيب" الذي مارسته الجماهير التي احتشدت في ملعب مصطفى تشاكر في البليدة لصالحه، وبدأ المباراة بقوة وحماس ولم يمنح ضيفه فرصه لترتيب أوراقه وتنفيذ خطته، ولم تمكد تمر 3 دقائق فقط من صافرة بداية المباراة حتى نجح أصحاب الأرض في هز شباك المنتخب
الليبي برأسية من العربي هلال سوداني الذي استغل هفوة في خط دفاع ليبيا الذي فشل في تشتيت الكرة.
ارتبك لاعبو المنتخب
الليبي بعد تلقيهم هدفا مبكرا بسبب سوء التعامل مع كرة عرضية، وفشلوا في التمركز جيدا في منتصف ملعبهم واتسمت تمريراتهم بعدم الدقة، وهو ما شجع الجزائريين للضغط بشدة أملا في إضافة هدف ثاني في وقت قصير لينهي آمال الفريق الضيف في الوصول إلى كأس الأمم.
وبالفعل، نجح لاعبو
الجزائر في إضافة هدف ثاني في نهاية الدقيقة السادسة بعدما انطلق المتألق هلال سوداني في الجبهة اليسرى وأرسل كرة عرضية فشل أيضا الدفاع
الليبي في التعامل معها بالإضافة إلى حارسه لتصل الكرة إلى سليماني إسلام الذي سدد برأسه في الشباك الليبية وسط ذهول من لاعبي الفريق الضيف، وفرحة عارمة لأصحاب الأرض وجماهيرهم.
انهارت معنويات لاعبي
منتخب ليبيا بعد تليقي هدفين في أقل من 7 دقائق، وحاولوا التراجع إلى منتصف ملعبهم لتنظيم صفوفهم خشية تلقي هدف ثالثا وهو ما يمهد الطريق لهزيمة ثقيلة. سيطر
منتخب "الخُضر" على إيقاع اللعب، واستحوذ على الكرة بنسبة كبيرة، وشكلت انطلاقات الثنائي الخطير سفيان فيغولي "نجم فريق فالنسيا الأسباني" والعربي هلال سوداني خطورة كبيرة خاصة في الجبهة اليمنى للمنتخب الليبي.
حاول "أحفاد عمر المختار" لملمة أوراقهم، وقاموا بشن هجمات عشوائية نادرة ويائسة لتهديد مرمى الحارس وهاب مبولحي أملا في تقليص الفارق وإحراز هدف مفاجئ لتعزيز ثقتهم في أنفسهم وإحياء آمالهم في التأهل، وسدد أحمد الزوي لاعب الشارقة الإماراتي كرة قوية من مسافة بعيدة مرت بجوار القائم الأيمن للحارس وهاب مبولحي بعد مرور 15 دقيقة من صافرة البداية.
استمر التفوق الجزائري الواضح، وسنحت لأصحاب الأرض العديد من الفرص لإضافة هدفا ثالثا في الشوط الأول، واستمر هلال سوداني في انطلاقاته الخطير في الجبهة اليسرى مستغلا انخفاض مستوى الظهير الأيمن الليبي، وأرسل عرضية متقنة إلى فيغولي الذي سدد اعلى المرمى بقليل.
مضت الدقائق المتبقية من الشوط الأول كأنها شريط مسجل لما حدث طوال الربع ساعة الأول من المباراة وما شهده من سيطرة جزائرية ومحاولات بائسة ليبية، لينتهي بتقدم أصحاب الأرض بهدفين دون رد.
وكما هو متوقع مع بداية الشوط الثاني، واصل الفريق الجزائري فرض كلمته على ضيفه الذي لم ينجح في شن هجمة وحيدة منظمة يهدد بها مرمى حارس "الخضر". ظهر رفاق "القائد" أحمد سعد تائهين، واستسلموا لسيطرة لاعبي
الجزائر خاصة في منتصف الملعب .
توترت الأجواء نسبيا بمرور الوقت، وظهرت التدخلات القوية من الجانبين في نصف الشوط الثاني، وبعد مرور 25 دقيقة، اعترض لاعبو المنتخب
الليبي على استكمال اللعب بداعي ترديد الجماهير الجزائرية هتافات "عنصرية" معادية لهم، قبل أن ينجح حكم المباراة في إقناعهم بإكمال المباراة مرة أخرى في الدقيقة 71.
دفع عبد الحفيظ اربيش مدرب المنتخب
الليبي بالمهاجم محمد الغنودي بدلا من ايهاب البوسيفي، وتبعه بتبديل آخر حيث أشرك سالم عبلو بدلا من جمال عبد الله أملا في إحراز هدف لحفظ ماء الوجه وسط أجواء مشحونة بالتوتر.
ولم يبتسم الحظ للاعبي المنتخب
الليبي بعدما تصدت العارضة لركلة حرة مباشرة نفذها اللاعب مروان منصور ببراعة في الدقائق الأخيرة من المباراة لتظل الشباك الجزائرية عذراء.
مرت الدقائق طويلة على "الفريقين" خاصة بعد احتساب الحكم 6 دقائق كوقت بدل ضائع بعدما توقف المباراة بسبب هتافات الجماهير الجزائرية، وارتضى الفريقان نتيجة المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الجزائري بهدفين نظيفين.
م ص د ر