يستعد المنتخب الفرنسي لكرة القدم لاستقبال غريمه البرازيلي مساء اليوم الأربعاء على "استاد دو فرانس" في ضاحية "سان دوني" الباريسية في لقاء ودي مرتقب يأتي ضمن استعدادات الأول لتصفيات كأس أمم أوروبا 2012 في أوكرانيا وبولندا والثاني لنهائيات كأس أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" التي تستضيفها الأرجنتين في شهر تموز/يوليو المقبل.
معنويات مرتفعة
وتبدو معنويات المنتخب الفرنسي، الذي غرق في وحول جنوب أفريقيا الصيف الفائت بخروجه من الدور الأول من كأس العالم، مرتفعة جداً بعد أن ختم العام الماضي بفوز معنوي على إنكلترا ودياً في تشرين الثاني/نوفمبر في ويمبلي (2-1) محققاً انتصاره الرابع على التوالي بقيادة مدربه لوران بلان الذي أعاد التوازن إلى صفوفه رغم انطلاقة صعبة تمثلت بخسارتين أمام النروج ودياً في أوسلو (1-2) في 11 آب/أغسطس من العام الفائت في أول مباراة له مع الديوك، ثم أمام بيلاروسيا على "استاد دو فرانس" (صفر-1) في تصفيات أمم أوروبا، قبل أن يستعيد الفريق عافيته ويحقق ثلاثة انتصارات متتالية في التصفيات على كل من البوسنة (2-صفر) ورومانيا (2-صفر) ولوكسمبورغ (2-صفر).
وسيعوّل بلان في المباراة التي ستنطلق في الساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة على التشكيلة ذاتها التي اختارها لمواجهة إنكلترا مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة إذ استدعى قلب دفاع أرسنال الإنكليزي لوران كوسييلني (25 عاماً) للمرة الأولى وأعاد لاعب وسط روما جيريمي مينيز إلى التشكيلة بعد أن قدم الأخير عروضاً جيدة جيداً في الآونة الأخيرة مع فريقه في الدوري الإيطالي وهو أتاح الفرصة له من جديد بعد أن كان استبعده عن المباراة الأخيرة.
وجدد بلان ثقته بالشاب كيفن غاميرو (23 عاماً) مهاجم لوريان، في حين استبعد الظهير الأيسر باتريس ايفرا مدافع مانشستر يونايتد الإنكليزي على الرغم من انتهاء فترة إيقافه على خلفية الأحداث التي رافقت مشاركة الديوك في كأس العالم الأخيرة.
ويغيب عن التشكيلة، بداعي الإصابة كل من ماتيو فالبوينا وفرانك ريبيري لاعب وسط بايرن ميونخ الألماني الذي لم يستدع منذ قدوم بلان خلفاً لريمون دومينيك، وسمير نصري نجم خط وسط أرسنال أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لشهر كانون الأول/ديسمبر الفائت.
ومن المرجح أن يخوض بلان اللقاء معولاً على معظم اللاعبين الذين دفع بهم أمام إنكلترا منذ أكثر من شهرين وهم: هوغو لوريس في حراسة المرمى وفيليب ميكسيس واريك ابيدال وعادل رامي وباكاري سانيا في الدفاع، وسيسند المهمة في الوسط إلى ألو ديارا ويوان غوركوف ويان مفيلا وفلوران مالودا في حين تبدو حظوظ لويك ريمي وغيوم هوارو مرتفعة أكثر للمشاركة في بداية اللقاء بدلاً من كريم بنزيمة وكيفن غاميرو.
بلان: يشرفنا اللعب أمام البرازيل
ولفت بلان إلى أهمية المواجهة قائلاً في هذا الصدد: "إننا محظوظين ويشرفنا اللعب أمام البرازيل. لا يتكرر ذلك على الدوام في مسيرتك الدولية". وأضاف: "يجب التأهل دائماً إلى نهائيات كأس العالم لمواجهتهم".
وعن استعداد المنتخب الفرنسي للقاء، قال بلان إن مباراة كهذه، تحتاج لاستعدادات أطول وأكبر مضيفاً: "لم نملك الوقت الكافي للاستعداد والمباراة باتت قريبة جداً".
وعن رأيه بالفريق البرازيلي الحالي أكّد المدرب الفرنسي أنه من الصعب تحليل طريقة لعبه مضيفاً: "اعتمد المدرب البرازيلي في مباريات فريقه الثلاث الأخيرة على تشكيلات مختلفة"، وتابع: "يعتمد ميزينيس على نهج جديد ولاعبين شبان. وليس مستغرباً أنه يستعد لكأس العالم 2014 في البرازيل".
وتابع: "يعتمدون على السيطرة على الكرة. لقد رأيتهم يلعبون أمام الأرجنتين وكان الفريقان يسعيان للاستحواذ على الكرة. ستكون المواجهة هامة وسنرى ما يمكن أن نفعله. سنطبق فلسفتنا".
وعلى الرغم من عدم ظهوره بمستوى جيد في الآونة الأخيرة مع فريقه ريال مدريد الإسباني، لم يتردد بلان في استدعاء بنزيمة الذي كان سجّل هدف السبق أمام إنكلترا.
وأوضح بلان حول بقاء بنزيمة على دكة البدلاء في آخر مباراة خاضها الفريق الملكي في الدوري:" كريم يحتاج للعب وتسجيل الأهداف ولاستعادة الثقة، والطريقة الأنجع لذلك هي أن يشارك ويلعب".
ميزينيس يعوّل على الشبان
في المقابل، سيعوّل المدرب البرازيلي، مانو مينيزيس على تشكيلة يغلب عليها طابع الشباب بمعدل أعمار يبلغ 25 عاماً مطعمة ببعض من القدماء كروبينيو ودانيال ألفيش، كما سيدفع بباتو وهالك وبخمسة لاعبين سيخوضون مباراتهم الدولية الأولى، وهم نيتو وبرينو وجادسون ورافايال وريناتو أوغوستو في جين سيعود الحارس الأساسي للفريق خوليو سيزار الذي أبعدته الإصابة منذ مونديال جنوب أفريقيا.
واستبعد المدرب البرازيلي، كاكا لاعب ريال مدريد العائد من الإصابة ورونالدينيو الذي لم يقدم الكثير في اللقاء الودي أمام الأرجنتين منذ حوالي شهرين في العاصمة القطرية الدوحة حيث خسرت البرازيل(صفر-1)، وكانت هذه الخسارة الأولى بقيادة مينيزيس الذي خلف كارلوس دونغا عقب فشله في مونديال جنوب أفريقيا، وذلك بعد ثلاثة انتصارات على التوالي على كل من الولايات المتحدة (2-صفر) وإيران (3-صفر) وأوكرانيا (2-صفر).
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الثلاثاء في "سان دوني" أوضح ميزينيس خلال رده على سؤال عن أسباب خسارة البرازيل الدائمة في مواجهاتها أمام فرنسا، أن ما حدث قد حدث، وهو عمل مؤخراً على تغيير أسلوب لعب الفريق مشيراً إلى أن المدرب يعتمد على العمل وليس على الحظ. وأضاف: "بهذه الطريقة تتحقق النتائج وليس من خلال الإحصاءات".
وحول إمكانية استدعاء كاكا ورونالدينيو في المباريات المقبلة، قال ميزينيس: " أبحث عن حلول أخرى. كاكا ورونالدينيو لعبا من قبل. من الممكن أن أستدعيهما ولكنني أبحث دائماً عن لاعبين يستطيعون إحداث الفارق في كأس العالم 2014." وأضاف: "لقد بدءنا بالدفع بلاعبين مثل غانزو وأنا أبحث عن لاعبين من هذا النوع".
تاريخ المواجهات
ولا يختلف اثنان على سخونة المواجهات بين فرنسا والبرازيل إذ غالباً ما تكتسي اللقاءات الودية بينهما الطابع الندي لأن الصراع بين الفريقين يعود لنهائيات كأس العالم حيث شكّل الديك الفرنسي عائقاً أمام طموحات فريق السامبا الذي لا زال يحمل الذكرى المرة لخسارته في آخر ثلاث مواجهات جمعت بينهما في النهائيات.
ففي مونديال المكسيك 1986 فازت فرنسا في ربع النهائي بقيادة ميشال بلاتيني بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1، ثم في مونديال فرنسا 1998 توجّ الديوك بقيادة الأسطورة زين الدين زيدان باللقب للمرة الأولى بعد الفوز الكبير على رونالدو وزملائه بثلاثية نظيفة، قبل أن يجدد زيدان ورفاقه التفوق على البرازيليين ويطيحوا بهم خارج مونديال ألمانيا 2006 من ربع النهائي بالفوز عليهم 1-صفر.
في المقابل، لم تحقق البرازيل إلا فوزاً واحداً على غريمتها الأوروبية في نهائيات كأس العالم، وكان ذلك في نهائيات مونديال السويد 1958 يوم فاز الجوهرة السوداء بيليه ورفاقه 5-2 في المباراة نصف النهائية قبل أن تحرز البرازيل اللقب.
وفي المسابقات الرسمية الأخرى، تواجه المنتخبان مرة واحدة في نصف نهائي كأس القارات عام 2001 في كوريا الجنوبية وفازت فرنسا 2-1 في نصف النهائي قبل أن تتوج باللقب على حساب اليابان.
البرازيل لم تفز منذ 19 عاماً
ويعود آخر فوز للبرازيل على فرنسا إلى العام 1992 عندما فاز راي سوزا دي أوليفيرا لاعب باريس سان جيرمان السابق ورفاقه على فرنسا بقيادة نجمي تلك الحقبة جان بيار بابان واريك كانتونا 2-صفر في العاصمة باريس في لقاء ودي.
أما في بقية نتائج اللقاءات الودية بين المنتخبين، فتميل الكفة إلى الفريق الأميركي الجنوبي الذي فاز على فرنسا عام 1963 بقيادة بيليه 3-2 قبل أن تعود فرنسا وتفوز بقيادة بلاتيني عام 1978 في فرنسا بعد عام واحد على تعادل الفريقين 2-2 في ريو، وجاءت المواجهة الودية في باريس عام 1981 لمصلحة أبناء السامبا الذين تفوقوا على الديوك بنتيجة 3-1.
وفي دورة فرنسا الدولية الودية في شهر حزيران/يونيو من العام 1997، تعادل الفريقان 1-1، ودخل الهدف الذي سجله روبيرتو كارلوس من ضربة حرة في تلك المباراة، سجلات كرة القدم لروعته بعد أن تحول مسار الكرة بفعل قوة التسديدة عن المرمى لكن الكرة تهادت في شباك الحارس فابيان بارتيز, من دون أن تصطدم بأحد.
وكانت المواجهة الودية الأخيرة بين الفريقين في شهر أيار/مايو من عام 2004 على "استاد دو فرانس" في فرنسا، وانتهت بتعادل أبيض علماً أن اللقاء الودي الأول بين الطرفين كان جرى في العام 1930 في ريو وانتهى بفوز البرازيل 3-2