النجم الزئبقي يستفيد من سرعته الفائقة وقدرته المذهلة على المراوغة لكن الوضع قد يتغير بالنسبة له بعد مضي عقد من الزمان حينما يبلغ 33 عاما
سيكون في الثالثة والثلاثين من عمره.. ربما لن تتغير قسمات وجهه الطفولي باستثناء شعره الذي ستخف كثافته قليلا من جهة المقدمة، ولكن الأكيد أن إمكانياته البدنية ستحول دون قيامه بالكثير مما يفعل هذه الأيام مما قد يجبره على تعديل طريقة لعبه وانتهاج أسلوب مختلف.
تبدو أسهل لعبة مهارية الآن يملكها ميسي هي المرور بالكرة بين اثنين من المدافعين الأقوياء وتجاوزهم بسرعته حتى بلوغ مرمى الخصم والتلاعب بالحارس المسكين والتسديد في أي منطقة من شباكه لإعلان هدف لصالح برشلونة أو منتخب الأرجنتين.
ولتقديم هذه اللوحة المعتادة، يبدأ ميسي الرسم من أحد الجناحين والانطلاق صوب الداخل كسهم مسدد لقلب الفريق المنافس يصعب إيقافه حتى ولو عن طريق الخشونة لأن خياراته دائما غير متوقعة واستجابة جسده لفكره فائقة السرعة.
وبعد عشر سنوات ينتظر أن يظهر سيناريو "سنة الحياة" حين تقل استجابة الجسد ويتأخر في التعبير عن فكر صاحبه، فحينها ستنقطع بعض الكرات من ميسي أو يلجأ للتمرير بمجرد تجاوز مدافع، ويردد المعلقون عبارة "والله زمان" ليجد الأسطورة نفسه مضطرا إلى تعديل طريقة لعبه وربما مركزه في الملعب.
الخيار الأقرب لميسي حينها سيكون مركز صانع الألعاب الكلاسيكي صاحب الرقم "10" مثل مواطنه خوان ريكيلمي أو النجم الفرنسي زين الدين زيدان أو حتى البرتغالي ديكو وقتما قاد بورتو للقب دوري الأبطال الأوروبي 2004.
وسيضطر الأرجنتيني حينها النهوض بواجبات مختلفة، كأن تكون مهمته "البصم" على كل كرة في وسط الملعب وضبط إيقاع الفريق وتوجيه اللعب وهو الدور الذي يقوم به في برشلونة حاليا تشافي هرنانديز الذي سيكون بعيدا عن المستطيل الأخضر بعد عشر سنوات.
سيبقى ميسي حينها نجما، ولكنه سينزل عن مرتبة الأسطورة التي يتربع عليها حاليا، لأن المعيار وقتها سيكون رؤيته للملعب وشخصيته القيادية وليس مهارته الفنية الفائقة المعززة بسرعة لا تبارى، وبالتالي سيبتعد أكثر عن مرمى الخصم ويحتكر تسديد الركلات الثابتة.
نماذجمشابهة
ما سيحدث مع ميسي قد يتعرض له لاعبون آخرون على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الذي يعتمد على سرعته وقوته البدنية جنبا إلى جنب مع مهاراته، بل إن المدقق في أغلب لعباته الفنية يلاحظ أنها لا يمكن أن تتم بمعزل عن الركض أو في إيقاع لعب هادئ.
وسبق ميسي في التعرض لهذا السيناريو لاعبون مثل البرتغالي لويس فيغو الذي صار مصدر إزعاج لجماهير ريال مدريد في مواسمه الأخيرة مع الفريق قبل أن يرحل إلى إيطاليا حيث نعم هناك بعدم وجود مساحات للركض مما أبعد الضوء عن تراجعه بدنيا.
الأمر ذاته تكرر مع البرازيلي رونالدينيو الذي فقد أكثر من نصف ثقله بتراجعه بدنيا وإن كان ذلك لأسباب أخرى معروفة بخلاف السن، ولكن المؤكد أن العامل لبدني حال دون استمراره كأسطورة.
نقائض
على النقيض تماما يقف لاعبون لم يعتمدوا بالدرجة الأولى على الحالة البدنية في أسلوبهم مثل زيدان الذي اعتزل في سن الرابعة والثلاثين بعد أن قاد فرنسا لنهائي كأس العالم 2006 حيث قدم خلاله مباراة أسطورية أمام البرازيل في ربع النهائي يجب أن يضعها ميسي في مخيلته إن اقترب من هذه السن.
السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لاعب قوي بدنيا ولكن قوته هذه موظفة في التسديد والالتحامات فقط، أما المراوغات فيقوم بها دون الحاجة إلى الركض لأكثر من مترين اثنين وهو ما يؤهله بالتالي للبقاء في الملاعب فترة طويلة خاصة وأنه يلعب حاليا لفريق ميلان الإيطالي المعروف بـ"تحنيط" لاعبيه رغم بلوغهم من الكبر عتيا (سيدورف، إينزاغي،الخ...).
تحدياتميسي
تحوي خزينة ميسي كافة الألقاب الممكنة على صعيد الأندية بفضل عام 2009 التاريخي مع برشلونة، كما تضم أيضا ذهبية أوليمبياد بكين 2008 وذهبية مونديال الشباب 2005 إلا أنها لم تعرف لقبين بالغي الأهمية هما كأس العالم وكوبا أميركا.
ولإكمال عقده الفريد، ينبغي على ميسي مسابقة الزمن للفوز باللقبين وهو الرهان الذي يبدأه الصيف المقبل حين تستضيف بلاده منافسات كوبا أميركا التي سيكمل خلالها عامه الرابع والعشرين، حيث لن تقبل جماهير الأرجنتين منه أقل من اللقب الخامس عشر في تاريخ مشاركات التانغو بالمسابقة.
وسيكون التحدي الأكبر في صيف 2014 بالبرازيل وحينها سيكون عمر ميسي 27 عاما وهي سن نموذجية لقيادة الأرجنتين إلى لقبها العالمي الثالث إن ابتعدت عنه لعنة الإصابة حيث لن تكون قد ظهرت عليه بعد أعراض الثلاثين.
وبجانب هاتين الفرصتين، تنتظر ميسي كوبا أميركا 2015 في تشيلي ومونديال 2018 في روسيا إذ سيكون عمره حينها 31 عاما فيما ينتظر أن يكون مشاركته الأخيرة في كأس العالم
خفف عليه من التـراب الثقيلـي يا قبر ماني طيب عقـب راعيـك :اللي رعاني صـار عنـدك نزيلـي أغليك أنا يا قبر من حب راعيـك:مرحوم يا راعي الوفـا والجميلـي اللهم اغفر لوالدي وارحمه