مع انتهاء فعاليات الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) المقامة حاليا بالتنظيم المشترك بين النمسا وسويسرا ، أسدل الستار على الفصل الأول من البطولة بكل أحداثها المثيرة ليبدأ الصراع من اليوم الخميس بين الفرق التي تأهلت لدور الثمانية.
وأسفرت مباريات الدور الأول للبطولة عن خروج ثمانية منتخبات يأتي على رأسها المنتخب اليوناني حامل اللقب ونظيره الفرنسي الذي كان أحد المرشحين بقوة للفوز بالبطولة ومنتخبا النمسا وسويسرا صاحبا الأرض.
وتأهلت منتخبات أسبانيا وهولندا وإيطاليا وكرواتيا وألمانيا والبرتغال وتركيا وروسيا إلى دور الثمانية الذي تقام منافساته في مدينتين فقط هما بازل السويسرية والعاصمة النمساوية فيينا.
كما تقام مباراتا الدور قبل النهائي بنفس المدينتين ، بينما تستضيف فيينا المباراة النهائية للبطولة يوم 29 حزيران/يونيو الحالي.
وودعت البطولة بنهاية منافسات الدور الأول مساء أمس الأربعاء ست مدن في البلدين ، هي جنيف وزيوريخ والعاصمة بيرن في سويسرا وكلاجينفورت وسالزبورج وإنسبروك في النمسا.
وتميز الفصل الأول من البطولة بالإثارة والمتعة وأحيانا بالمآسي. ولم يعد لدى الفرق المشاركة الآن أي فرصة لالتقاط الأنفاس حيث تخوض فعاليات دور الثمانية سريعا ودون أي راحة.
وتنطلق فعاليات دور الثمانية بالبطولة اليوم الخميس في مدينة بازل السويسرية بلقاء المنتخب البرتغالي مع نظيره الألماني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي (ثلاث مرات).
وشهدت مباريات الدور الأول (دور المجموعات) عددا من الأحداث المثيرة واللحظات الخالدة.
ونجحت أربعة منتخبات هي هولندا والبرتغال وأسبانيا وكرواتيا بواقع منتخب واحد من كل مجموعة بالدور الأول في التأهل لدور الثمانية بعد انتهاء الجولة الثانية فقط ودون انتظار نتيجة المباراة الثالثة لكل منهم في مجموعته.
وإذا واصلت هذه المنتخبات الأربعة الأداء بنفس المستوى الذي ظهرت عليه في الدور الأول ستكون فرصتها جيدة في الوصول للمربع الذهبي بالبطولة.
وأعرب الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن سعادته بالنصف الأول من البطولة ، مشيرا إلى أنه تميز بالأداء الفردي "المبهر" لبعض اللاعبين.
وصرح بلاتيني لموقع البطولة على الإنترنت قبل مباريات الجولة الثالثة الأخيرة بالدور الأول قائلا :"حصلنا على امتياز مشاهدة هذه البطولة ذات المستوى الرائع والتي اقترنت أحداثها بأجواء استثنائية".
وأضاف :"نتائج أول 16 مباراة أفسدت التدرج والترتيب المنطقي للمستويات وألقت بالشكوك على بعض الثوابت الراسخة.. مستوى الأداء نال الإشادة من الجميع. وظهرت الأساليب الدفاعية للفرق خلال مباريات البطولة ولكن الأداء الجماعي لم يطغ على المهارات الفردية التي تقدم أحيانا بعض الأداء المبهر".
ويشير بلاتيني بلا شك إلى لاعبين مثل الأسباني ديفيد فيا الذي يتصدر قائمة هدافي البطولة حتى الآن برصيد أربعة أهداف ولاعب خط الوسط الهولندي ويسلي شنايدر الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراتين اللتين شارك فيهما مع الفريق في الدور الأول أمام إيطاليا وفرنسا وكذلك صانع اللعب البرتغالي ديكو ، وذلك على الرغم من وجود العديد من اللاعبين الذين يقدمون أداء جيدا في البطولة.
ولم يسعد أسطورة كرة القدم الفرنسي بلاتيني بالطبع خروج المنتخب الفرنسي صفر اليدين من الدور الأول بعد التعادل مع رومانيا سلبيا ثم الهزيمة أمام هولندا 1/4 وأمام إيطاليا بطلة العالم صفر/2 .
ويدين المنتخب الإيطالي بفضل كبير في استمرارهم بالبطولة إلى حارس مرماهم جانلويجي بوفون الذي تصدى لضربة جزاء في مباراة الفريق أمام رومانيا لتنتهي المباراة بالتعادل 1/1 ويحافظ الفريق على فرصته قائمة في التأهل لدور الثمانية وبالفعل اقتنص بطاقة التأهل بالفوز على فرنسا 2/صفر في الجولة الأخيرة.
وستتخذ البطولة الآن طابعا مختلفا مع بداية فعاليات دور الثمانية حيث لن يكون هناك أي مجال للتعويض فانتهاء المباراة بالتعادل يعني اللجوء لوقت إضافي ثم لضربات الترجيح ليتأهل أحد الفريقين إلى الدور التالي ويودع الفريق الخاسر البطولة.
وانتهت مباراتان في دور الثمانية للبطولة الأوروبية الماضية (يورو 2004) بضربات الترجيح كما انتهت مباراتان في دور الثمانية بيورو 1996 ومباراتا الدور قبل النهائي في نفس البطولة بضربات الترجيح أيضا.
وسيكون للمنتخب الهولندي الذي تغلب على نظيريه الإيطالي والفرنسي طرفي المباراة النهائية لكأس العالم 2006 كل الحق ليشعر بالقلق من ضربات الترجيح في دور الثمانية ويسعى لعدم وصول المباراة إلى ضربات الترجيح بعد أن عانى منها في آخر أربع بطولات منذ فوزه بلقب يورو 1988 .
وخسر المنتخب الهولندي في ثلاث من هذه البطولات على التوالي وذلك أمام الدنمارك في الدور قبل النهائي ليورو 1992 وأمام فرنسا في دور الثمانية ليورو 1996 وأمام إيطاليا في يورو 2000 قبل أن يتغلب على السويد بضربات الترجيح في دور الثمانية ليورو 2004 بالبرتغال.
وفي نفس الوقت ترك المنتخب الأسباني انطباعا جيدا من خلال أدائه في الدور الأول للبطولة الحالية حيث سجل نجمه ديفيد فيا ثلاثة أهداف ليقود الفريق إلى الفوز على روسيا 4/1 في المباراة الأولى.
وبعدها نجح المنتخب الأسباني في تحقيق فوز صعب على نظيره السويدي 2/1 في اللحظات الأخيرة من المباراة ليضمن التأهل لدور الثمانية وصدارة مجموعته في الدور الأول قبل مباراته الأخيرة بالمجموعة أمام اليونان حامل اللقب.
ولم يعبر المنتخب الأسباني دور الثمانية في البطولة الأوروبية منذ فوزه بلقب البطولة الثانية التي استضافتها بلاده عام 1964 . ويواجه الفريق مهمة صعبة في دور الثمانية بالبطولة الحالية حيث يلتقي مع نظيره الإيطالي يوم الأحد المقبل في فيينا.
أما المنتخب الألماني فبدأ مسيرته في البطولة بشكل قوي من خلال تغلبه على المنتخب البولندي 2/صفر ، لكنه قدم عرضا سيئا للغاية أمام نظيره الكرواتي في المباراة الثانية له بالمجموعة ليخسر 1/2 ويصبح مهددا بالخروج المبكر من البطولة قبل أن يحقق فوزا صعبا على النمسا 1/صفر ليحتل المركز الثاني في المجموعة ويتأهل لدور الثمانية.
ويخوض المنتخب الكرواتي الذي حقق الفوز في مبارياته الثلاث بالدور الأول دور الثمانية بثقة كبيرة لكنه سيصطدم بالمنتخب التركي العنيد غدا الجمعة.
وكان المنتخب التركي صاحب واحدة من مباراتين هما الأكثر إثارة في البطولة الحالية حيث نجح الفريق في تحويل تأخره بهدفين إلى فوز ثمين 3/2 على نظيره التشيكي في آخر ثلاث دقائق من المباراة التي جرت بينهما في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى.
ولم تخل البطولة من الجدل بشأن مستوى وقرارات الحكام مع وجود ثلاث حالات طرد للاعبين بالإضافة لطرد المدربين يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني وجوسيف هايكرشبيرجر المدير الفني للمنتخب النمساوي خلال المباراة بين المنتخبين ليغيب لوف عن مباراة الفريق أمام البرتغال في دور الثمانية بسبب الإيقاف حيث سيدير الفريق من المدرجات.
واعترف بلاتيني بوجود أخطاء غير متعمدة من الحكام خلال مباريات البطولة ، لكنه أشار إلى أن المستوى العام للحكام في البطولة مرتفع للغاية.
d,v, 2008 jkjrg glvpgm []d]m fu] ],vih hgH,g hgphtg fhgYehvm