ما دفعني للكتابة في هذا الشأن هو رصد بعض المتناقضات بين الخطاب التنظيري للتيار الإسلامي المصري بشأن السلطة وبين ممارسته لها خلال عامٍ واحد تقلد فيه التيار قبة البرلمان وسُدّة الرئاسة، وجائز أن يتم الجمع بينهم في حال فوز التيار الإسلامي بأغلبية مجلس الشعب بُعيد وضع الدستور والتصويت عليه....ولا يهمنا في هذا السياق أي نتيجة مُحتملة، بل سنعمل على الرصد والتوقع أملاً في أن نكون حلقة في تجنيب البلاد مزيد من التشتت والفُرقة، وأن تنجح ثورة 25 يناير نجاحاً حقيقياً عملياً، وليس شكلياً إعلامياً.
فالثابت أن التيار الإسلامي لم يُلزم نفسه بمبادئ الماضي مُعللاً ذلك بأن علم السياسة يستوجب إدارة الشؤون بأي شكل ولو على حساب الأخلاق والضعفاء، أضف إلى ذلك سلوك التيار مع مخالفيه سواء على مستوى القيادات أو الكوادر، فجميعهم باتوا لا يفترقون عن معنى"المرض الخُلقي" الذي أصاب الوعي العربي ولم يسلم منه التيار حتى مع توقع البعض-بالإرادة-أن يكون للتيار وضع خاص وشذوذ محمود عن سلوك الهمجية.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك