مرحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــا
-
ودع أخيراً عدد من المدربين مونديال 2010 بذكريات سيئة، بعد ما كانوا يحلمون بالعودة لبلدانهم رافعين كأس البطولة العالمية، خصوصاً أنهم يشرفون على منتخبات كبرى تزخر بنخبة نجوم كرة القدم في العالم.
وكانت اللطمة الكبرى للمدير الفني لـ«حامل اللقب المنتخب الإيطالي» مارشيللو ليبي، الذي تبدل حلمه بالفوز بلقب بطل المونديال الثاني على التوالي، إلى كابوس الخروج المفزع من الدور الأول، إذ تعرض ليبي لانتقادات لاذعة قبل المونديال على خلفية استبعاد الثلاثي «قائد روما» فرانشيسكو توتي و«مدافع ميلان» أليساندرو نيستا و«مهاجم اليوفنتوس» أماوري، ولكنه دافع عن نفسه مؤكداً أن القرار لم يكن لأسباب شخصية وإنما لأسباب فنية بحتة، وكشف ليبي لصحيفة «توتو سبورت» الإيطالية عن السبب الرئيسي وراء عدم استدعاء هذا الثلاثي لتشكيلة المنتخب الإيطالي المشارك في نهائيات كأس العالم، وصرح قائلاً: «فقدت الأمل في عودة نيستا من الإصابة المتكررة، فهو لم يعد ذلك المدافع الصلب الذي يصعب اختراقه من المهاجمين، وأماوري لاعب رائع لكن هناك من يحب إيطاليا أكثر منه، وهو الأمر الذي جعلني متردداً في ضمه، وتوتي ينال إعجاب كثيرين في العالم وليس في إيطاليا فحسب، ولكن هناك بعض الوجوه الشابة في حاجة للحصول على فرصة لتثبت أحقيتها في ارتداء القميص الأزرق»، ولكن إخفاق «الأزوري» جعل الصحف الإيطالية والنقاد يؤكدون ضيق أفق ليبي وقصور نظرته في اختيار التشكيلة الأساسية.
وتوج مارشيللو ليبي المدير الفني للمنتخب الإيطالي مسيرته التدريبية الطويلة والرائعة، والتي بدأها عام 1982 مع فريق سامبدوريا، بلقب كأس العالم 2006 مع المنتخب الإيطالي، واستهل ليبي مسيرته التدريبية مع فريق سامبدوريا الذي لعب في صفوفه لمدة 10 سنوات، كما تولى ليبي تدريب يوفنتوس وقاده للفوز بلقب الدوري الإيطالي خمس مرات ولقب كأس إيطاليا مرة واحدة ولقب كأس السوبر الإيطالي أربع مرات، إلى جانب فوزه مع الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1996، ولقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس إنتركونتيننتال.
وتولى ليبي تدريب المنتخب الإيطالي للمرة الأولى في عام 2004، وقاد الفريق للفوز بلقب مونديال 2006 ، على رغم ما تعرض له قبل فترة قصيرة من بداية البطولة بتورطه في فضيحة تلاعب بنتائج المباريات في الدوري الإيطالي، وترك ليبي المنتخب الإيطالي بعد الفوز بمونديال 2006، ولكنه عاد إلى المنصب نفسه في عام 2008 بعد ما خرج الفريق صفر اليدين من بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008)، ويمنح الخبراء لقب ملك التدريب للداهية مارتشيللو ليبي، بفضل نظرته التكتيكية الثاقبة، إذ نجح في قيادة المنتخب الإيطالي خلال نهائيات 2006 لإحراز خمسة أهداف من أصل 12 عن طريق لاعبين بدلاء، كما تمكن ليبي الذي يشبهه كثيرون بنجم الفن السابع بول نيومان، من الفوز بكل الألقاب في مسيرته الرياضية الحافلة.
والحال ذاته انطبق على الفرنسي ريمون دومينيك الذي بلغ قمة المجد مع «الديوك» عندما وصل إلى نهائي مونديال 2006، فإذا به يودع مونديال 2010 من الباب الضيق (الدور الأول) في تكرار لسيناريو 2002 المخيب، وريمون دومينيك مدرب فرنسا السابق من مواليد عام 1952 في مدينة ليون، وقضى غالبية سنوات حياته الرياضية عضواً في الإدارة الفنية للاتحاد الفرنسي، وكان دومينيك مدافعاً قوياً ولكن خشونته وصرامته جعلته «سيئ السمعة»، إذ كان يطلق عليه «الولد المشاغب»، وبدأ تدريب منتخب فرنسا منذ عام 2004 خلفاً لجاك سانتيني، ويمثل دومينيك لغزاً محيراً في حد ذاته، إذ يُعتبر شخصية غامضة للكثيرين فالآراء متباينة بخصوصه، إذ ثمن بعض المتتبعين اختياره على رأس الطاقم الفني لفرنسا وأشادوا بروح التواصل التي تمتع بها منذ توليه قيادة سفينة المنتخب، لكن عاب عليه الآخرون هذه الخصال بعد المشوار الكارثي خلال نهائيات الأمم الأوروبية 2008، على رغم أن دومينيك لم يستطع تحقيق أي إنجاز كبير لـ«الديوك»، إلا أنه المدرب الذي أشرف أطول مدة على تدريب فرنسا، ويرى البعض أن السبب يكمن في وصوله للمباراة النهائية لكأس العالم 2006.
ومع نهاية ارتباط دونغا بالمنتخب البرازيلي سيكون بمقدور عشاق الفن الكروي الجميل للمنتخب البرازيلي أن يستمعوا مرة أخرى بعد أربع سنوات من الملل، فقد لاعبو «السيليساو» خلالها أداءهم الراقي الجميل نتيجة اللجوء إلى الدفاع، إذ كان دونغا لاعب الوسط المدافع السابق يصبغ المنتخب البرازيلي بشخصيته، وعاش كارلوس كايتانو بليدورم فيري الملقب بـ«دونغا» تجارب كرة القدم بحلوها ومرها قبل تقلده مهام الإشراف على المنتخب البرازيلي في 2006، فبعد خروج منتخب «السامبا» باكراً من كأس العالم في إيطاليا 1990 فاز دونغا باللقب مع منتخب بلاده في أميركا عام 1994، وعلى رغم أن مهمة الإشراف على دفة منتخب البرازيل تبقى أول تجربة لدونغا في مسار التدريب، إلا أنه نجح في تجاوز الانتقادات الموجهة إليه واستطاع الدفاع عن نفسه وتحقيق الانتصارات والإنجازات التاريخية، إذ فاز بكأس أميركا الجنوبية 2007 وكأس القارات 2009 وتأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، وفي ظل التراجع عن الثقة الزائدة واعتدال الطموحات تخلت البرازيل بقيادة مديرها الفني الحازم كارلوس دونغا عن «اللعب الجمالي» في المونديال الجاري، من أجل الفاعلية والمنافسة بقوة على اللقب الذي ضاع أخيراً بالسقوط أمام هولندا (1-2) في الدور ربع النهائي.
بينما كانت رباعية ألمانيا كفيلة بأن تقصي على الفور دييغو أرماندو مارادونا من تدريب الأرجنتين، ولكن الشهرة الطاغية للنجم الكبير جعلت كثيراً من مسؤولين وجماهير يغفرون له ويتمسكون ببقائه، ولا يزال قرار إقصاء مارادونا مثار جدل في الوسط الرياضي الأرجنتيني على رغم إجماع الخبراء والنقاد على ضعف أدائه التكتيكي ونقص خبرته، وكان مارادونا (أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم) أمام فرصة ممتازة ليدخل التاريخ كمدير فني، بعد أن تربع على عرش النجومية عند ما كان لاعباً، ولكنه فرط في فرصة عمره بفضيحة كبرى أمام ألمانيا، عند ما خسر أخيراً ميسي ورفاقه بأربعة أهداف نظيفة في الدور ربع النهائي، ولا يختلف وضع المدير الفني للمنتخب الإنكليزي الإيطالي فابيو كابيللو، عن سابقيه، إذ فشل في تحقيق حلم الإنكليز المؤجل منذ عام 1966 برؤية منتخبهم مرة أخرى بطلاً للعالم، بعد ما ودع منتخب «الأسود الثلاثة» كأس العالم في جنوب أفريقيا من الدور ثمن النهائي وبهزيمة قاسية من ألمانيا بأربعة أهداف لهدف، غير أن كابيللو احتفظ بمنصبه مع وعد بالتعويض في المحافل الكبرى المقبلة.
وأخيراً ذاق المدير الفني لألمانيا لوف مرارة الهزيمة بعد نتائج رائعة في المونديال الأفريقي، بالسقوط أمام إسبانيا في الدور نصف النهائي، بعد أن كان المنتخب الألماني مرشحاً كبيراً لبلوغ نهائي كأس العالم والظفر بالكأس.
(2010) hg];vn hgsdzm ggl]vfdk