قبل ساعات قليلة من شدنا الرحال إلى أراضي جنوب إفريقيا من مطار فرانكفورت بألمانيا، وقفنا على عدة أمور أثارت انتباهنا أبرزها أن المنتخب الألماني شد الرحال هو الآخر عشية أول أمس، والغريب في ذلك أنه سافر في رحلة عادية مثله مثل باقي المسافرين، ما يؤكد أن الاتحادية الألمانية لم تكلف نفسها عناء وضع طائرة خاصة لمنتخب بلادها الذي سيشاركـ في كأس العام، وكما يعلم الجميع فإن منتخب المانشافت يبحث في جنوب إفريقيا عن اللقب الضائع منذ 1990، ولطالما تواجد أشبال القيصر بيكنباور في الأدوار النهائية في الدورات السابقة وآخرها فوق أرضهم أين أنهوا الدورة في المرتبة الرابعة.
نفس الشيء بالنسبة لسلوفينيا
نفس الشيء فيما يتعلق بالمنتخب السلوفيني الذي شاءت الصدف أن يطير الى جنوب إفريقيا في نفس الرحلة التي قدمنا فيها، وللإشارة فإن لاعبي المنتخب السلوفيني حجزوا في الدرجة الأولى، فيما كان باقي الوفد في الدرجة الاقتصادية، أين تمكنا من الاقتراب من بعض الأعضاء والحديث معهم فأكدوا لنا بأن الأمور جد عادية في التنقل في رحلة عادية وليس مثلما يعتقده الكثيرون، وأفدناهم بأن الأمر يختلف تماما مع منتخبنا الوطني من هذه النواحي فليس من السهل السفر في نفس الرحلة مع الخضر وهم الذين شدوا الرحال في طائرة خاصة جاءت خصيصا من أرض الوطن لأجل أخذهم من ألمانيا إلى جنوب إفريقيا، وهو ما أثار انتباه السلوفينيين منافسنا الأول في المونديال هذا الأحد 13 جوان.
“الخضر“ شدّوا الرحال في طائرة خاصة
وصل صبيحة أمس وفد المنتخب الوطني الذي يضم 65 عضوا من بينهم 23 لاعبا الذين تضمهم القائمة، وكما أشرنا إليه من قبل فإن الخضر قد شدوا الرحال في طائرة خاصة وضعتها الاتحادية تحت تصرف المنتخب الوطني، ما يعني أنها وفّرت إمكانيات كبيرة بتخصيصها طائرة من شركة الخطوط الجوية الجزائرية من الحجم الكبير “آربيس” من 250 مقعدا كلها لصالح الـ 65 عضوا الذين شكّلوا الوفد الجزائري المتجه إلى جنوب إفريقيا، ما يعني كذلك أن اللاعبين قد سافروا الى بلاد نيلسون مانديلا في ظروف جد مريحة ولا يمكنهم أن يتحججوا إطلاقا من هذا الجانب، لأنه كما شاهدنا عدة
منتخبات أوروبية كبيرة لم تتح لها فرصة التنقل في طائرة خاصة من هذا الحجم.
حتى “الهيلكوبتر” كانت تحت تصرفهم
يتذكر الجميع أن لاعبي المنتخب الوطني قد سبق لهم التنقل في طائرات مروحية “الهيلكوبتر” أثناء تربصهم في سويسرا وبالضبط في كرانس مونتانا، أين وفّرت لهم الفاف هذه الطائرات للتنقل من كرانس مونتانا إلى مدينة جنيف، وليس من السهل تخصيص هذا النوع من الطائرات تحت تصرف المنتخب الوطني في بلد مثل سويسرا، ما يؤكد مرة أخرى أن الإمكانيات كبيرة جدا، بالإضافة إلى ظروف الإقامة رفيعة المستوى وطريقة التسيير داخل بيت الخضر التي لفتت انتباه الجميع، خاصة أولئك الذين تواجدوا في مدينتي كرانس مونتانا بسويسرا ونورمبرغ بألمانيا مؤخرا.
إجراء التربصات في أكبر المراكز العالمية
من بين النقاط الأخرى التي تحتسب للاتحادية هي الأماكن التي صار يتربص فيها المنتخب الوطني والإمكانيات التي توفّرها الفاف للناخب الوطني حتى يعمل بكل حرية وبرمجة مباريات ودية تحضيرية مع
منتخبات عالمية على غرار صربيا، إيرلندا وأخيرا الإمارات التي تنقلت إلى ألمانيا خصيصا لمواجهة منتخبنا الوطني على الرغم من أن هذا المنتخب ليس معنيا بالمشاركة في المونديال، ونفس الشيء فيما يتعلق بالمنتخب الإيرلندي، ويتذكر الجميع أين أجرى منتخبنا الوطني التربص الذي سبق المباراة الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا والمونديال أمام المنتخب المصري بحيث كان التربص في مركز كوفرتشيانو الإيطالي الذي تعوّد المنتخب الآزوري على التربص فيه قبل الدورات العالمية الكبرى.
الجيل الحالي محظوظ جدًا مقارنة بسابقيه
لا يختلف اثنان على أن الجيل الحالي من اللاعبين المتواجدين في المنتخب الوطني يعتبر من أكبر المحظوظين مقارنة بكل الأجيال التي تعاقبت على الفريق الوطني منذ الاستقلال، فهذه الإمكانيات يحسده عليها الكثيرون، وهم يدركون جيدا ما يوجد لديهم فبعض اللاعبين المتواجدين حاليا على غرار صايفي، منصوري، عنتر يحيى، زياني والبقية سبق لهم العيش في الظروف الصعبة في السنوات السابقة في الوقت الذي لم يكن المنتخب الوطني يتأهل حتى إلى المشاركة في كأس إفريقيا للأمم، والآن يرون الفارق بأم أعينهم في مختلف تنقلاتهم وتربصاتهم في مختلف الدول الأوروبية.
هذه العوامل ستزيد اللاعبين مسؤولية
أكد لنا عدد لا بأس به من لاعبي المنتخب الوطني أنهم يعوّلون على الرمي بكل ثقلهم في مباريات الدور الأول من المونديال وبالخصوص تلك التي ستكون أمام المنتخب السلوفيني هذا الأحد، حتى يردوا الجميل للشعب الجزائري عموما وللاتحادية والسلطات بالخصوص، بالنظر إلى الإمكانيات
الكبيرة التي وفرتها لهم وسمحت لهم بالعمل في ظروف غاية في الروعة، بحيث وصل الأمر ببعضهم إلى تشبيههم كثيرا بالمنتخبات الكبرى التي تحتل المراتب الأولى عالميا وكأن منتخبنا الوطني سيلعب لينافس على اللقب العالمي في جنوب إفريقيا، لكن في حال تمكن اللاعبون من المرور إلى الدور الثاني فإنهم سيكونون قد ردّوا الجميل وردّوا على منتقديهم بطريقتهم الخاصة خاصة في الآونة الأخيرة بعد الانهزام أمام إيرلندا بثلاثية نظيفة.
“الفاف“ تقوم بعمل جبّار ولا مجال للمفاجأة
وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أن أعضاء الاتحادية يقومون بعمل جبار على رأس المنتخب الوطني، وفيما يخص الرجل الأول محمد روراوة فقد أبان عن احترافية كبيرة في التعامل ولا يتركـ أي صغيرة أو كبيرة في مجال التسيير أو التنظيم ولا يتركـ بالتالي أي مجال للمفاجأة أو حدوث أي مشكل، وبالتالي فإن الفاف تقوم بعمل كبير وهو ما يؤكّد بأن روراوة وفّى بوعده لما ترأس الاتحادية وأكد للجميع بأن هدفه هو جعل المنتخب الوطني محترفا المائة بالمائة ويؤهله إلى المونديال، ويفكر هذا الرجل على المدى البعيد في أمل منه لأن يتواجد المنتخب الوطني في المحافل الدولية
الكبيرة مستقبلا وبطريقة منتظمة وليس فقط مونديال جنوب إفريقيا.