هي ليست بالهينة تلك المشكلات الكبرى التي تتخبط فيها مجتمعاتنا ، و ليس من السهل ان نكظم الغيظ على مضض لنبحر ها هنا
في هذا العالم الإفتراضي وراء شخوصنا الافتراضية التي تخفي آلام معنوية لا يعلمها إلا الله سبحانه و تعالى ، بإبتساماتنا و همساتنا
اللطيفة التي تنسينا في كثير من الاحيان ذلك العالم الحقيقي بتناقضاته و إرهاصاته ...
فما نعيشه و نتعايش معه هو تحصيل حاصل لمجموعة من الأسباب و المسببات ، و قد اكون أنا أو أنت أو أنت أو هو أو هي ،،
واحد من أولئك الذين كانوا سببا في هذا التحصيل الحاصل أو ربما نحن ضحايا لتلك الأسباب و المسببات ...،،
تساؤل مهم يطرح ها هنا :
كيف يمكننا مواجهة هذه الظروف و الأسباب و المسببات بأقلام لا تملك خاتم سليمان ؟
كثيرا ما نتعامل مع قضايانا الإجتماعية بنوع من المثالية و التحفظ الزاد عن حده ، و في أحيان اخرى نتعامل مع إرهاصاتنا الإجتماعية
بنوع من العاطفة الجياشة و الأحكام المسبقة و كأننا معصومون من الخطأ أو أقلام في ثوب ملاك ،،
فما بين الخطأ و الصواب خيط رفيع جدا نتداركه بيننا و بين انفسنا ...
و ما بين الذات و الموضوع خيط رفيع جدا كذلك يتطلب منا جرأة و ثقة في النفس من أجل الخوض في أي قضية إجتماعية كانت بدون أحكام
مسبقة أو تكفير أو خروج عن الملة ، فالتعامل مع قضايانا الإجتماعية كثيرا ما ينسينا جوهر القضية و سياقها الزماني و المكاني لننساق بأقلامنا
وراء الآنا المفعم بالتصفيق و التهليل لكل من يقول له نعم الصواب ،، و بذلك نتناسى جوهر القضية الإجتماعية محل النقاش و نتغاضى عن
الحلول الممكنة أو التوجيهات و الإرشادات التي نحن في أمس الحاجة إليها .
فلطالما تساءلت : ما أهمية قلمي و أفكاري إذا كانت مجرد سلعة معروضة للبيع ،
و ما الفائدة من كتاباتي و نقاشاتي إذا كنت انا صوت الضمير ؟
من غير اللائق أن نتعامل مع مدمن مخدرات ، أو مع أي فتاة هي ضحية سلوكات مجتمع يدين خطأ الأنثى و يتسامح مع خطأ الذكر،،
بأحكامنا المسبقة أو بالوعيد و التكفير و الخروج عن الملة ، و نتناسى بذلك جوهر المشكلة و بحث حلولها الممككنة ،،
قد لا يتفق معي البعض ، لكنني لا أؤمن بأصحاب الفكر المتعجرف و الصواب المطلق في تشريح القضايا الإجتماعية ، لا أتفق مع
من ينادون بتقسيم شرائح المجتمع لفئات نخبوية بعضها يملك حق الفيتو في القول و الحكم دون الفعل .
عزيزي القارئ لا تملك أقلامنا خاتم سليمان لإيجاد حلول لمشكلات و إرهاصات إجتماعية متشعبة و معقدة ، لكن بإمكانها المساهمة
في التوعية و تشريح هذه القضايا بنظرة واقعية بعيدة عن المثالية و الأحكام المسبقة ، فالأهم في تشريح أي قضية إجتماعية هو
دراستها حسب ظروفها و سياقها الزماني و المكاني مادمت القضية الإجتماعية في حد ذاتها متغير يقبل الخطأ و الصواب ، و من جهة
أخرى في كثير من الاحيان نتغاضى عن تحليل الأخطاء أو الأضرار و قد تكون هذه الأخطاء او الأضرار تجربة مفيدة ينتفع بها آخرون
ممن هم مقبولون على تكرار نفس الخطأ .
و الاهم من كل هذا أن رأيك في أي قضية إجتماعية كانت هو وجهة نظر قد ينتفع بها كثيرون ، و لك أن تختار عزيزي القارئ
أن تكون صاحب رأي أو أنت تكون مجرد مفعول به ( تابع لأفكار معولبة ) أو مجرد رقم في حسابات الآخرين .
1- ما بين الواقع و الإفتراض ، ما محل أفكارنا و مواضيعنا من تشريح القضايا الإجتماعية ؟
2- أيهم أهم في رأيك ، تحليل الظاهرة الإجتماعية حسب سياقها الزماني و المكاني ، ام الحكم على هذه الظاهرة ؟
3- هل تعتقد أن رأيك مهم في تحليل أي ظاهرة إجتماعية ، أم انك لا تملك الثقة في النفس في إبداء رأيك ؟
مساحة لما تجود به أقلامكم ؟