رغم عدم تأثر أي من المنشآت والمواقع الأولمبية حتى الآن ، ألقت أحداث العنف في العاصمة البريطانية لندن بظلالها وتسببت في الكثير من المخاوف والقلق بشأن دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في لندن بعد عام واحد فقط.
وتمثل أحداث الشغب والعنف الدائرة في لندن كابوسا مزعجا للمنظمين مثلما هو الحال بالنسبة للهجمات الإرهابية.
وبينما أشارت العداءة البريطانية باولا رادكليف نجمة سباقات الماراثون عن قلقها من تأثير هذه الأحداث على الأولمبياد ونظرة المشاركين إلى لندن ورغبتهم في الحضور إلى العاصمة البريطانية ، أعربت اللجنة الأولمبية الدولية عن ثقتها في أن تكون الدورة آمنة للاعبين والمسئولين والزائرين على حد سواء.
وصرحت جوانا مانينج كوبر المتحدثة باسم اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن ، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، قائلة اتخذنا العديد من الإجراءات بتفاصيل دقيقة فيما يتعلق بخطط تأمين الأولمبياد وسنواصل مراجعتها بالتنسيق مع شرطة العاصمة ومجلس المدينة على مدار العام المتبقي.
وتسببت أحداث العنف الدائرة في لندن في تأجيل المباراة الودية الدولية بين منتخبي إنجلترا وهولندا والتي كانت مقررة على استاد ويمبلي بلندن مساء أمس الأربعاء.
كما تأجلت العديد من مباريات كأس رابطة الأندية المحترفة بإنجلترا (كأس كارلينج).
ولكن مثل هذه الأحداث لا تمثل أمرا جديدا أو غير مسبوق بالنسبة للدورات الأولمبية والفترات التي تسبقها. ففي عام 1968 ، لقي نحو 250 شخصا حتفهم عندما أطلقت القوات التابعة للحكومة المكسيكية الرصاص على الطلاب المتظاهرين في العاصمة مكسيكو سيتي قبل عشرة أيام من افتتاح فعاليات الدورة الأولمبية.
وفي ربيع 2008 ، اندلعت موجة من الاحتجاجات ضد الصين بسبب تعاملها مع الاضطرابات في التبت وأصبحت قضية حقوق الإنسان بندا أساسيا في جدول أعمال أولمبياد بكين.
ولم تشهد الدورة نفسها في عام 2008 أي أحداث تعرقل سير فعالياتها رغم محاولات بعض المحتجين لإفساد مسيرة الشعلة الأولمبية في دورتي الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2006 في تورينو والصيفية في 2008 ببكين.
واضطرت اللجنة الأولمبية الدولية لإبعاد مسيرة الشعلة عن الطرق الدولية لحماية الشعلة وفكرتها.
وأصبحت العملية الأمنية من القضايا والأمور المهمة في الدورات الأولمبية منذ أن لقي 17 شخصا حتفهم عندما هاجم مسلحون فلسطينيون أفراد البعثة الإسرائيلية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بمدينة ميونيخ الألمانية عام 1972 والتي فشلت خلالها عمليات الإنقاذ.
وأقيمت فعاليات أولمبياد 2002 الشتوي في سولت ليك بعد خمسة شهور فقط من أحداث الهجمات الإرهابية على كل من نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001 .
كما كانت لندن نفسها هدفا لهجمات إرهابية وتفجيرات انتحارية في السابع من يوليو 2005 مما أسفر عن مقتل 52 شخصا بعد يوم واحد من حصول العاصمة البريطانية على حق استضافة أولمبياد 2012 .
وقال مسئولو اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن إن لندن لها تاريخ طويل في التعرض لمثل هذه التهديدات وأنهم على استعداد تام لمواجهة أي سيناريو وذلك ضمن الخطة الأمنية التي تتكلف 600 مليون جنيه استرليني.
وأكد المسئولون أن الخطة والعملية الأمنية لن تؤثر على أجواء الدورة وفعالياتها.
واندلعت أعمال العنف الحالية في لندن ، والتي تعتمد على الشباب بشكل أساسي ، اثر مقتل شاب يبلغ من العمر 29 عاما في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بتوتنهام في عملية تمشيط ضد تجار المخدرات.
وانتشرت أعمال العنف في مدن أخرى يوم الاثنين الماضي وألقت الشرطة القبض على مئات الأشخاص. وبلغت قيمة الأضرار التي شهدتها توتنهام فقط أكثر من ستة ملايين جنيه استرليني.
ولا تتسم اللجنة الأولمبية الدولية بالأسلوب السياسي ولكن منح حق تنظيم الدورات الأولمبية يكون له تأثير اجتماعي سياسي من خلال ما تخلفه هذه الدورات من تراث.
وفيما يخص أولمبياد لندن ، شهدت منطقة إيست إيند عملية تطوير هائلة ليس فقط فيما يتعلق بالمتنزه الأولمبي والمواقع الرياضية وإنما في بنية أساسية أخرى حيث تتضمن ثمانية آلاف شقة بالإضافة لأكبر مركز تسوق تجاري كما ستوفر 20 ألف فرصة عمل مؤقتة.