تحدثت الصحافة الرياضية في إسبانيا الصادرة اليوم عن بوادر أزمة خفية بين الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد ومدربه جوزيه مورينيو تتلخص في أن المدرب البرتغالي لا يثق في قدرات مهاجمه في "المباريات الهامة".
وكان مورينيو قد استبعد بنزيمة من المشاركة في المواجهات الثلاثة الأخيرة من رباعية الكلاسيكو امام الغريم الأزلي برشلونة، حيث لزم مقاعد الاحتياط في نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي توج بلقبه الريال، ومواجهتي ذهاب وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، واللذان أسفرا عن تأهل برشلونة للنهائي.
وتكمن حقيقة الأزمة الدائرة خلف كواليس النادي الملكي أن بنزيمة أيقن بأن مدربه لا يعتمد عليه في المباريات الكبرى، ولا يعتقد أن دوره سيكون مؤثرا في حسم الفوز لفريقه امام خصومه الكبار، وبخاصة البرسا، وأنه رغم تألقه في مباريات الدور الثاني فإنه لم يكتسب بعد كامل ثقة مدربه "الاستثنائي" الذي فضل عليه الوافد التوجولي الجديد إيمانويل أديبايور في المواجهات الأخيرة، رغم أن الأخير لم يكن أفضل حالا منه.
وتأججت هذه الأزمة بعد تصريح الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان مستشار فلورنتينو بيريز رئيس النادي الذي انتقد فيه عدم دفع مورينيو ببنزيمة في مواجهتي "الكلاسيكو الأوروبي"، وهو ما أصاب الفريق بالعقم التهديفي واكتفى بتسجيل هدف وحيد في الإياب سجله "المدافع" البرازيلي مارسيلو ولم يشفع له في التأهل لنهائي ويمبلي.
وتناثرت شائعات حول السبب الخفي وراء عدم الدفع ببنزيمة مؤخرا، حيث تكهنت وسائل الاعلام بأنه عقاب مقصود من مورينيو لأن المهاجم الفرنسي الشاب "رفض انتقاد الحكام" على عكس ما قام به معظم اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني خلال تصريحاتهم الصحفية الأخيرة.
وقد يمثل استغناء الريال عن خدمات المعار أديبايور، وفقا لتكهنات الصحافة الإسبانية، انفراجة لأزمة بنزيمة الذي سيكون الخيار الهجومي الوحيد لمورينيو لحين استعادة زميله الأرجنتيني جونزالو إيجواين كامل مستواه بعد عودته من إصابة طويلة، الا أن هذا السيناريو غير مضمون اذا ما فكر المدرب البرتغالي في استقدام مهاجم جديد أو الاعتماد على مواطنه كريستيانو رونالدو منفردا في قيادة الجبهة الهجومية.
غير أنه يحسب لمورينيو أنه صبر كثيرا على المستوى المخيب الذي ظهر به بنزيمة طوال مباريات الدور الأول حتى نجح في صقل موهبته بإعطائه جرعة كبيرة من الثقة جعلته معشوق جماهير الميرينجي في الدور الثاني بعد أن أصبح معدله التهديفي هدف في كل مباراة على الأقل، الا أن هذه الثقة يبدو أنها تسحب بالتدريج.