الانتقام ورد الاعتبار..وتهديد صدارة الفريق العازم على كسر الرقم التاريخي للريدز
انتقم ليفربول من هزائمه السابقة أمام مانشستر يونايتد سواء في الدور الأول من الدوري أو في كأس الاتحاد الإنجليزي، وحقق نصراً تاريخياً بثلاثية لهدف في إطار مباريات الجولة الـ29 من الدوري الإنجليزي الممتاز عصر اليوم على ملعب أنفيلد روود.
سجل الثلاثية لاعب الوسط الهولندي "ديريك كُوَيت" في الدقائق 34 و39 و65 في أحد أجمل مباريات الموسم بالنسبة للريدز، ليواصل النجم الهولندي تألقه حيث تسبب في ترشح فريقه للدور ثمن النهائي من الدوري الأوروبي على حساب سبارتا براج التشيكي الأسبوع قبل الماضي.
بدأت المباراة قوية من طرف مانشستر يونايتد ببعض الهجمات من واين روني وبيرباتوف، وبدا على اليونايتد الإتزان لكن الأداء تراجع بعد ذلك بصورة ملحوظة بسبب الضغط الذي مارسه منتصف ملعب ليفربول على حائز الكرة من منتصف منطقة اليونايتد بقيادة "جيرارد، ميريليش، ليفا وكُويت" واستغل المهاجم الأوروجوياني السريع "لويس سواريز" سرعته في خلخلة دفاع اليونايتد بإنطلاقاته وكثرة تحركاته على كل الجهات، وكان طبيعياً صناعته للثلاثية التي سجلها كُوَيت بسبب الضعف الدفاعي الكبير الذي بدأ به اليونايتد المباراة حيث غاب الثنائي "فيديتش وفرديناند" بسبب الإيقاف والإصابة، علماً بأن الثنائي البديل "ويس براون وسمولينج" لعبا للمرة الأولى معاً في الدوري واتضح عدم إنسجامهما.
التوفيق لم يُحالف مانشستر يونايتد في الدقيقة 16 عندما تصدى القائم الأيمن لهدف مُحقق للبلغاري "بيرباتوف" الذي تلقى تمريرة جميلة من واين رونــي ليسدد بيمناه صاروخية "بوجه القدم" لترتطم في القائم وتخرج خارج الملعب.
بعدها بدقيقتين فقط مرر لويس سواريز عرضية جميلة من اليمين إلى اليسار نحو المتوغل داخل منطقة الجزاء "راؤول ميريليش" الذي قام بتمهيد الكرة لديريك كُوَيت لكن الهولندي لم يلحق بالكرة لتجد فاندر سار.
وفي الدقيقة 25 نُفذت أول ركلة ركنية لمانشستر يونايتد على رأس ويسلي براون الذي حولها في إتجاه مرمى رينا لكن راؤول ميريليش أخرج الكرة من على خط المرمى.
رد ليفربول بهدف عالمي في الدقيقة 34 عندما تلاعب لويس سواريز بدفاع مانشستر يونايتد بمراوغات لاتينية رائعة تخلص بواسطتها من ثلاثة عناصر من دفاع مانشستر يونايتد، حيث راوغ سمولينج، كاريك ورافائيل دا سيلفا، قبل أن يُمرر من تحت ويسلي براون لتجد الهولندي "ديريك كُوَيت" أمام المرمى ليضعها في الشباك.
لم يستطع مانشستر يونايتد استرداد عافيته وقوته التي بدأها بها المباراة وسقط من جديد بإحراز ليفربول للهدف الثاني في الدقيقة 39 إثر خطأ فادح من البرتغالي "لويس ناني" الذي تعامل بسذاجة مع عرضية "لويس سواريز" وقام بتمريرها لديريك كُوَيت داخل منطقة الجزاء ليضعها لاعب فينورد روتردام الهولندي السابق برأسه في المرمى مباشرةً، ليحتفل مع أنصار الريدز بالهدف الثاني.
دقائق قليلة وتعرض ناني للإصابة في الركبة بسبب تدخل وحشي من مدافع ليفربول "جيمي كاراجر"، وأدى هذا التدخل لإصابة ناني وخروجه من الميدان ليتراجع أداء مانشستر يونايتد تماماً من الناحية الفنية والنفسية في التعامل مع المباراة.
ببداية الشوط الثاني لم يتغير أي شيء وتواصل الأداء الرائع لليفربول والتراجع الغريب لمانشستر يونايتد، بالإضافة للفضائح الفنية من جانب سير أليكس فيرجسون الذي لم يستطع تغيير الأداء بالتغييرات ولم يكن كما قال في تصريحاته قبل اللقاء (الحافز لبعض اللاعبين الذين لا يجيدون التعامل مع تلك المباريات الكبرى)، وكان أهم خطأ تكتيكي عدم استعانته بدارين فليتشر رغم الضعف الكبير الواضح على كاريك.
وضاعف راؤول ميريليش من أزمات مانشستر يونايتد عندما أنقذ هدف مُحقق أخر في الدقيقة 59 بإزاحته رأسية البلغاري "بيرباتوف" من على خط المرمـى بصدره، ليدخل نفسه قائمة نجوم المباراة.
وأراد ميريليش إحراز هدف ثالث لليفربول في الدقيقة 63 عندما تحرك داخل منطقة جزاء اليونايتد بدون كــرة ليستقبل تمريرة سحرية من ستيفن جيرارد لينفرد بفاندر سار ويسدد لكن الحارس الهولندي أبعد الكرة بصعوبة لترتد أمام المرمى لكن لم يتواجد كُويت ليتابع الكرة في المرمى إلا أنه تواجد بعد دقيقتين فقط في الدقيقة 65 عندما تابع تسديدة لويس سواريز من ركلة حرة مباشرة سقطت بغرابة من يد فاندر سار ليضع الهولندي "هاتريك"، وهو الأول في الدوري للاعب هذا الموسم.
وقبل نهاية المباراة تلاعب لويس سواريز بدفاع مانشستر يونايتد أكثر من مرة وكاد جيرارد يُسجل الهدف الرابـع بتسديده كرة صاروخية من على بُعد 30 ياردة مَرت جوار القائم الأيمن.
وفي نهاية المباراة حصل لويس سواريز على تحية حارة من جماهير ليفربول أثناء خروجه من الملعب ونزول جو كول بدلاً منه في الدقيقة 89، وتبع هذا التغيير تسديدة جديدة من ستيفن جيرارد من مسافة 20 ياردة عبرت جوار القائم الأيسر بياردة واحدة.
واحتسب حكم المباراة ثلاثة دقائق بدل من ضائع وسط صيحات وآهازيج جماهير ليفربول التي كانت تتغنى بالأغنية الشهيرة لفريقهم "لن تسير وحدك أبداً يا ليفربول..!"، ورغم هذه الأجواء والنتيجة الصعبة إلا أن مانشستر يونايتد استطاع تسجيل هدف حفظ ماء الوجه برأسية المكسيكي "تشيشاريتو -خافيير هيرنانديز- في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع بعد تلقيه عرضية رائعة من ريان جيجز نفذها الويلزي من الجهة اليمنى بيسراه (عرضية عكسية).
وانتهت المباراة بهذه النتيجة العادلة نظراً للأداء الراقي لليفربول طيلة الوقت، ليرفع فريق المدرب كيني دالجليش رصيده لـ42 نقطة في المركز السادس بفارق نقطتين عن بولتون السابع، وتجمد اليونايتد في المركز الأول برصيد 60 نقطة وهذا يَمنح الفرصة لآرسنال لمعادلة نفس الرصيد إذا حقق النصر على توتنهام في وايت هارت لين يوم 20 أبريل القادم.
يذكر أن هذه الخسارة هي الثالثة لمانشستر يونايتد خارج ميدانه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي والرابعة في عموم الموسم، علماً بأنه لم يخسر قط على ملعبه أولد ترافورد.