تجرع تشيلسي من كأس الخسارة للمرة الخامسة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت هذه المرة أمام غريمه في العاصمة لندن "آرسنال" على ملعب الإيماريتس في ختام الجولة الـ19، وهي خسارة مؤلمة لحامل اللقب في نهاية العام رغم أنه استعاد كل نجومه وحصل على راحة بدنية كبيرة الأسبوع الماضي عندما أجلت له مباراة مانشستر يونايتد، واحرز أهداف آرسنال ثلاثي خط الوسط "سونج، فابريجاس ووالكوت"، لتضع هذه النتيجة أنشيلوتي في موقف حرج للغاية أمام مالك النادي أبراموفيتش.
قاد هجوم آرسنال في هذا الديربي الساخن المهاجم الدولي الهولندي "روبن فان بيرسي" بدلاً من المغربي "مروان الشماخ" الذي جلس جوار آرشافين على دكة البدلاء، واستعان فينجر كما كان متوقعاً بالحارس البولندي "لوكاس فابيانسكي" بدلاً من الحارس الشاب "تشيزني" الذي شارك ضد مانشستر يونايتد قبل أسبوعين عندما خسر المدفعجية بهدف دون رد، ولم يشارك المدافع الفرنسي سكيلاتشي ولعب بدلاً منه المدافع السويسري "ديجورو" وكذلك بدأ القائد سيسك فابريجاس مع لوران كوسيلني وسانيا، أما مدرب تشيلسي "أنشيلوتي" فقرر منح لامبارد فرصة المشاركة الأولى له منذ بداية الموسم حتى الآن ولعب دروجبا في الهجوم بمفرده لأن أنيلكا تعرض لإصابة في الركبة، وتواجد خلف الفيل الإفواري الثنائي مالودا وإيسيان ولعب إيفانوفيتش في قلب الدفاع جوار جون تيري لكنهما لم يبليا بلاءاً حسناً !.
اتضح منذ بداية اللقاء أن آرسنال يلعب على التمريرات العميقة بواسطة فابريجاس وسونج وتقدم أظهرة الجنب "سانيا وكليشيه"، وكان فان بيرسي يُمثل محطة في العمق الدفاعي للبلوز، ولم يستطع النجم الهولندي استغلال تمريرة عميقة من فابريجاس في الدقيقة الرابعة حيث تقدم بخطوات قليلة ما أدى لاحتساب تسلل عليه، وبعد دقيقتين تكررت المحاولة لكن بتمريرة من سونج إلى فان بيرسي الذي لم يلحق بالعرضية، ورد تشيلسي بأول فرصة في الدقيقة الثامنة من عرضية لامبارد إلى دروجبا الذي فشل في وضع الكرة بالطريقة الصحيحة في الشباك.
سيطر تشيلسي على الكرة بعد مرور 10 دقائق تقريباً على بداية المباراة دون تهديد واضح على شباك فابيانسكي بسبب تعاون لاعبي الوسط والهجوم الآرسنالي مع زملائهم في الدفاع لذا لم يكن غريباً أن يُبعد فان بيرسي عرضية مالودا من أمام جون تيري، فالمساندة الدفاعية كانت حاضرة من كافة عناصر آرسنال وفي الدقائق التالية كلما كانت تقص كرة من أي لاعب يضغط بسرعة دون توقف ليحاول إعادة الكرة مرة أخرى، وهذا كان سر قدرة آرسنال على الاستحواذ أغلب أوقات المباراة، ولولا حسن حظ جون تيري في الدقيقة 14 كاد يتعرض للبطاقة الصفراء عندما عرقل فان بيرسي بطريقة مقصودة، لكن الحكم كلاتنبرج رأف به مكتفياً بتحذيره فقط.
ورفض الحكم احتساب ركلة جزاء لآرسنال في الدقيقة 18 عندما طالب فان بيرسي وزميله "ديجورو" بذلك عندما تعرض ديجورو للعرقلة من جون تيري، وتواصل ضغط أصحاب الأرض، حيث تصدى بيتر تشيك لركلة حرة مباشرة من الفرنسي سمير نصري سددها لاعب مارسيليا السابق بيمناه من على بُعد 25 ياردة في الجهة اليسرى تفطن لها تشيك ليُبعدها بصعوبة ويضرب الكرة بقدميه سريعة إلى دروجبا شبه المنفرد لكن كوسيلني كان متيقظاً ومنعه من العبور.
ظهرت علامات السعادة على فينجر أثناء اللقاء ففريقه هو الأكثر استحواذاً على الكرة، لكنه يحتاج للمزيد من النجاعة الهجومية، لهذا منح والكوت المزيد من الحرية الهجومية ومعه ألكسندر سونج، والأخير استطاع إحراز الهدف الأول في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول (44) عندما إخترق داخل منطقة الجزاء دون أي رقابة من لاعبي وسط ميدان تشيلسي الذين لم يعد منهم أي أحد، ليحصل سونج على تمريرة ويلشير الذي مرر في البداية لفان بيرسي لكن الهولندي تعرض للعرقلة لتجد الكرة سونج الذي تابع بطريقة صحيحة واضعاً الكرة بباطن قدمه اليمنى على يسار الحارس تشيك.
راميريز والهدف الثاني والثالث
دخل تشيلسي الشوط الثاني باحثاً عن هدف التعديل وأجرى أنشيلوتي تغييره الأول بنزول البرازيلي "راميريز" بدلاً من النيجيري "جون أوبي ميكيل"، إلا أن هذا التغيير لم يؤثر كثيراً على أداء البلوز بل فتح العمق أكثر أمام غزوات المدفعجية، ليأتي الهدف الثاني المُستحق، إذ مرر كوسيلني كرة عميقة للمحطة "فان بيرسي" والذي تسلم ثم حاول التمرير بسرعة لوالكوت لكن إيسيان تدخل في اللعبة ليمرر هو لوالكوت على الجهة اليمنى والذي قام بدوره بتمرير عرضية أرضية لسيسك فابريجاس في لقطة تؤكد جماعية وحسن تصرف والكوت، ليضع فابريجاس الكرة بمنتهى السهولة في الشباك عند الدقيقة 51.
انهار تشيلسي بعد هذا الهدف فكان طبيعياً استقباله للهدف الثالث بواسطة نجم اللقاء الأول "ثيو والكوت" من هجمة مرتدة منظمة قادها بنفسه في الدقيقة 51، وقام بإرسال كرة متقنة من أقصى اليمين إلى اليسار بعد أن قص الكرة من مالودا في منتصف الميدان، لتذهب تمريرته إلى فابريجاس الذي أعادها له داخل منطقة الجزاء، ومن تحت القدم سدد والكوت بوجه القدم على يمين الحارس تشيك لا تصد ولا ترد.
وقبل ان يُحرز آرسنال الهدف الرابع ليحقق نتيجة تاريخية قرر المدير الفني الإيطالي "أنشيلوتي" إجراء تغيير جديد بنزول البرتغالي "بوسينجوا" بدلاً من مواطنه "فيريرا" المتراجع فنياً وبدنياً في الدقيقة 61 لينشط الجهة اليمنى لغلق المساحات على كليشيه وسونج وفابريجاس وويلشير، وبالفعل استحوذ البلوز على وسط الملعب، وما هي سوى دقيقة واحدة وصنع إيفانوفيتش هدف مُحقق لدروجبا الذي لم يستغل الفرصة وأهدرها مكتفياً بركنية.
وفي الدقيقة 64 أطلق بوسينجوا تسديدة قوية من خارج صندوق العمليات ومرت كرته من جوار القائم الأيسر، وطيلة هذا الوقت تشيلسي كان يحاول العودة بأي ثمن في المباراة ما جعله يندفع أكثر من اللازم، لتفتح المزيد من المساحات لا سيما وأنه يلعب بلاعب وسط دفاعي وحيد وهو "إيسيان.
واهدر سمير نصري الهدف الرابع في الدقيقة 69 عندما تسلم كرة بالخطأ داخل منطقة الجزاء جاءته من أشلي كول لكنه تعامل معها برعونة كبيرة.
وقبل نهاية اللقاء بـ15 دقيقة قرر فينجر إخراج والكوت والدفع بالعائد من الإصابة "أبو ديابي" الذي ضبط إيقاع منتصف الملعب أكثر وشكل مع سونج وويلشير وفابريجاس سياجاً أمنياً محكماً أمام مرمى فابيانسكي فلم يتعرض البولندي لأي نوع من أنواع الخطورة من دروجبا ورفاقه.
انتهى هذا اللقاء برفع آرسنال رصيده لـ35 نقطة في المركز الثاني خلف المتصدر "مانشستر يونايتد" برصيد 37 نقطة، وتجمد تشيلسي في المركز الرابع برصيد 31 نقطة وأصبح مركزه مُهدد بالضياع إذا حقق توتنهام الفوز على نيوكاسل يونايتد غداً الثلاثاء وخسر تشيلسي أو تعادل أمام بولتون واندرز يوم الأربعاء المقبل.