فلا يحفظ الوقت كذكر الله, تذكره في السيارة وفي الطائرة وفي السفينة وأنت جالس وأنت ماش وأنت على جنبك, وأما المصلي فإنه قد لا يصلي إلا في بعض الأحيان, قد لا يستطيع أن يصلي وهو على فراشه أو في الطائرة أو في السفينة، والصائم قد يشق عليه الصيام، والمنفق والمتصدق قد تشق عليه النفقة والصدقة, لكن هذا الذكر أسهل موجود وأغلى مفقود وهو أرفع شيء.
فتعالوا نتواصى به ونستمر عليه, فإن الذاكر يغلب المنفق ويغلب الصائم ويسبق كل أحد من الناس؛ لأن أفضل العبادة ذكر الله تبارك وتعالى.
إذا صعدت الجبل فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله, وإذا حملت الثقل، وإذا أتتك ملمة ومدلهمة ومصيبة فقل: حسبنا الله ونعم الوكيل! وإذا رأيت منظراً من مناظر الطبيعية التي أوجدها الله وخلقها أعجبك فقل: سبحان الله! وإذا رأيت نعمة في نفسك فقل: الحمد لله, وإذا تذكرت ذنباً فقل: أستغفر الله! وإذا أتتك مصيبة فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون! هذه جميعاً تعينك على الشدائد وتجمع لك أعظم الفوائد, ولكن أين من يتنبه؟!
الذِّكر أسهل الأعمال ولكنه أشرف الخصال
ما أسهل الذكر! وأنت على فراشك يمكن أن تسبق الصائم وتسبق المنفق والمصلي, وأنت على فراشك يمكن أن تغلب الذي يجهد نفسه في بعض الأعمال؛ لأنك ذكرت الله بحضور قلب, فعليك بالذكر.
فلا تأتيك الوساوس، وما ظهرت الأمراض النفسية وفتحت المستشفيات إلا من قلة ذكر الذاكرين وإعراضهم عن الوضوء والصلاة، وقراءة القرآن والأذكار الصباحية والمسائية، وعن الدعاء؛ فأصيبوا بالهموم والغموم حتى بلغوا درجة الهلوسة والجنون، نسأل الله الحفظ والرعاية.
التعود على الذِّكر يكسو الوجه جلالة ومهابة وحلاوة
والذاكرون يوم القيامة وجوههم بيضاء نقية، ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فوجوه الذاكرين عليها نضره, وفي الحياة يعرف الذاكر بذكره وهدوئه, ويعرف الشقي البعيد الذي لا همَّ له إلا الغناء ومجالس اللهو والزور بما عليه من قترة.
هذا ما حضرني في هذا الباب وهي محاضرة " دواء القلوب المريضة " علّها أن تسمع ولعل الله أن ينفع بها , ولعل الله أن يجعلها معيدة لكثير من القلوب والأرواح إلى الله عز وجل.
اذكروني وقت الرخاء أذكركم وقت الشدة
ونسأل الله العلي القدير أن نكون من الذاكرين اللـــــــــه كثيراً وبإخلاص وحضور قلـب،، اللهم آمين
( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، والله أكبر، و لا يضرك بأيهن بدأت) صححه الألبانى
وقال علية الصلاة والسلام( أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام كثرت علي فأنبئني بأمر أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل) حسنه بن حجر فى نتائج الأفكار و قال الألبانى إسناده صحيح
وقال علية الصلاة والسلام ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءة من النار وبراءة من النفاق) حسنه الالبانى
وقال علية الصلاة والسلام ( من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا ) صحيح مسلم
أشياء تدخلنا الجنة بأذن الله في غاية البساطة فهل نعمل بها ..