أسقط مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز في المباراة الثانية من الأسبوع الـ28 "تشيلسي" على ملعبه ستامفورد بريدج برباعية تاريخية مقابل هدفين لأول مرة في تاريخ مواجهات الفريقين، ليكسر مان سيتي عقدة تشيلسي له منذ 17 عاماً في لندن حيث يرجع أخر فوز حققه الفريق السماوي لعام 1992..
وضرب المدير الفني للمان سيتي "روبيرتو مانشيني" أكثر من عصفور بحجر واحد، كسر العقدة، تحقيق الفوز على أنشيلوتي في ديربي الأخوة الأعداء حيث كان يدرب الإنتر والأخر يدرب الميلان، وانتزاع المركز الرابع بفارق 3 نقاط عن توتنهام، إحراز 4 أهداف دفعة واحدة في مباراة واحدة على ملعب تشيلسي الذي لم يُحرز عليه المان سيتي سوى هدفين فقط في أخر 9 مباريات لعبها هناك، وبالطبع الانتقام على الصعيد الشخصي للظهير الايسر للفريق "بريدج" المتعرض للخيانة من قائد تشيلسي "تيري"، وأخيراً إلحاق أول هزيمة لتشيلسي على أرضية ميدانه هذا الموسم.
تقدم تشيلسي بهدف في الدقيقة 42 بواسطة فرانك لامبارد لكن تيفيز عدل النتيجة نهاية الشوط الأول من هجمة مرتدة ساعدته سرعته على انهائها بالصورة المطلوبة في شباك الحارس البديل "هيلاريو"، وفي بداية الشوط الثاني أضاف الويلزي بيلامي الهدف الثاني من تسديدة أرضية بخطأ مزدوج بين ميكيل والحارس هيلاريو في الدقيقة 55، وعاد تيفيز ليُحرز الهدف الثالث في الدقيقة 75 من ركلة جزاء مشكوك في صحتها احتسبها الحكم مايك دين للاعب الوسط جاريث باري ولم يكتف الحكم بذلك بل قام بطرد بيليتي، وقبل النهاية أضاف بيلامي الهدف الثاني له والرابع لفريقه من هجمة مرتدة رائعة قادها تيفيز وشون رايت فيليبس في الدقيقة 87، وأخيراً أحرز لامبارد الهدف الثاني لفريقه ولكنه لم يكن كافياً لإعادة الأمور لنصابها.
سيطر الطابع الدفاعي على أداء مانشستر سيتي في الشوط الأول ولم يشن الفريق أية هجمات ما أغلق المساحات وجعل المباراة تسير في اتجاه واحد، اتجاه تشيلسي، وبمرور الوقت بدأ لاعبي البلوز يطبقون عملية التحرك من دون كرة خاصةً من "جو كول، لامبارد، دروجبا وأنيلكا" والأخير كان أكثر عناصر تشيلسي تحركاً ونشاطاً لدرجة أنه كاد يُحرز هدفاً رائعاً إلا أن لامبارد وقف في طريق تسديدته ليتصدى لها ويمنعها من ولوج الشباك.
ودأب لاعبو تشيلسي على التسديد بعيد المدى منذ الدقيقة الـ12 بكرة صاروخية من الفرنسي "مالودا" من على بُعد 25 ياردة، ورد عليه آدم جونسون بتسديدة ضعيفة للغاية في الدقيقة 18 ذهبت سهلة في يد الحارس البرتغالي هيلارديو الذي لم يتصد سوى لهذه الكرة طيلة أحداث الشوط الأول.
وبعدها بدقيقة واحد فقط قاد جو كول هجمة مرتدة نموذجية من جهة اليسار رغم أنه لعب في منطقة الوسط اليمنى لكنه غير مكانه، واستطاع مراوغة ميكا ريتشاردز - أقل عناصر دفاع المان سيتي اليوم- ليتوغل ويسدد بيمناه كرة قوية وخطيرة لكن شاي جيفن يتصدى لها بقبضتيه ويبعد الخطورة عن مرماه، ومرر لامبارد في الدقيقة 25 كرة عرضية جميلة من اليمين لدروجبا داخل منطقة الجزاء سددها ديديه برأسه فوق العارضة بغرابة.
بدأ بعد ذلك مانشستر سيتي يلتقط أنفاسه ويحافظ على تماسكه الدفاعـي محاولاً لعب الكرة بتوازن لكنه فشل في السيطرة على وسط الميدان للنشاط الملحوظ لكول وبالاك ولامبارد، فقام لامبارد في الدقيقة 36 بتسديد الكرة بطريقة خاطئة ذهبت على هيئة لتمريرة لدروجبا وتعامل النجم الإفواري مع الكرة بتسرع كبير حيث لعبها من لمسة واحدة خارج المرمى رغم أنه كان بإمكانه تسلم الكرة بهدوء ثم ركنها في الزاوية البعيدة.
وبسيطرة نموذجية على وسط الميدان مع سلسلة تمريرات متتالية بين عناصر وسط تشيلسي، انطلق جو كول بالكرة ثم مرر بينية للامبارد المتوغل من العمق الدفاعي حيث هرب من زاباليتا بسرعته ثم سدد من لمسة واحدة بوجه قدمه على أقصى يمين شاي جيفن الذي فشل في غلق زاوية التسديد على فرانك، ليُعلن خريجا أكاديمية ويستهام تقدم تشيلسي في الدقيقة 42.
ولكن هجمة مرتدة أضاعت تعبهم في الدقيقة 45 بإستغلال ناجح من الأباتشي العائد من الأرجنتيني "كارلوس تيفيز" الذي تسلم كرة طولية مشتته من دفاع فريقه وسط الثلاثي الدفاعي "تيري، كارفالهو وإيفانوفيتش"، ليقص الكرة من تيري ثم يركض بأقصى سرعته ويراوغ كارفالهو مرتان ثم يُسدد كرة مركونة لكنها ضعيفة للغاية فشل الحارس البرتغالي "هيلاريو" في إبعادها لتسكن الشباك وسط خيبة أمل أنصار البلوز وفرحة عارمة من الزوار.
وكاد المدافع الدولي الإنجليزي "ليسكوت" إحراز هدف التقدم للسيتيزينز في الدقيقة الأولى من الوقت بدلاً من ضائـع عند تلقيه تمريرة من ركلة حرة غير مباشرة من الويلزي "بيلامي" لكنه وجهها كتمريرة رغم عدم تعرضه لأية مضايقات من دفاع الأسود!!.
وواصل المدرب الإيطالي "مانشيني" في الشوط الثاني تطبيق خطة الهجمة المرتدة بإستخدامه سلاح السرعة المتوفر له بكثرة في ثلاثي الثلث الأخير من الملعب "آدم جونسون، تيفيز وبيلامي"، واستطاع في الشوط الأول إحراز هدف بفضل تيفيز، وفي الدقيقة 52 أحرز بيلامي هدف التقدم بعد إختراقه من جهة اليسار بسرعته القياسية ليموه بجسده أكثر من مرة اللاعب النيجيري "أوبي ميكيل" الذي فشل في غلق زاوية التسديد عليه عند اقتحامه منطقة الجزاء ليسدد الويلزي من زاوية ضيقة للغاية على يسار هيلاريو.
وتألق في هذا الشوط الحارس الأيرلندي "جيفن" تألقاً غير عادي في التصدي لجميع هجمات تشيلسي وتسديدات لاعبيه سواء لامبارد، أنيلكا أو دروجبا، واستطاع قيادة فريقه لتنفيذ أكثر من هجمة مضادة بسرعة قياسية.
وتصدى جيفن في الدقيقة 66 لتسديدة قوية في الزاوية الضيقة له من أنيلكا من على جهة اليسار، وعاد ليمنع دروجبا من إحراز هدف التعديل في الدقيقة 67 حين تلقى الدولي الإفواري عرضية منضبطة من البديل "بيليتي" ليتسلم على صدره ثم يتوغل ويسدد من بين قدمي جيفن لكن الحارس الأيرلندي القدير أغلق الزاوية وتلافى الهدف.
وغابت الهجمات عن كلا المرميين خاصةً تشيلسي الذي حاول مدربه "أنشيلوتي" إحراز هدف التعديل ثم الفوز بأي ثمن فغامر مُغامرة غير محسوبة بسحب المدافع البرتغالي "كارفالهو" ثم لاعبا الوسط "جو كول وجون أوبي ميكيل" وزج بدلاً منهم بالثنائي الهجومي "كالو وستوريدج" إضافة لبيليتي في الدقائق 60 و61 و69، ورغم ذلك لم يتغير أي شيء في الأداء، وجاءت أول فرصة من بالاك في الدقيقة 74 إثر تسديدة سريعة من على بُعد 26 ياردة ذهبت في يد جيفن الذي أظهر للجميع سهولتها رغم أنها كانت تسديدة سريعة وقوية للغاية.
وبعدها بدقيقة جاءت الصفعة الأقوى لأنشيلوتي التي أوضحت للجميع سذاجـته وتسرعه في إجراء التغييرات المذكورة سلفاً، بوقوع بيليتي في خطأ فادح أمام منطقة الجزاء حين فشل في استخلال الكرة أثناء صراعه من جاريث باري ليقص الأخير الكرة ويقتحم منطقة الجزاء ويتعرض للعرقلة من الخلف وهو في طريقه لإحراز الهدف الثالث ليطلق الحكم "دين" صافرته معلناً عن ركلة جزاء وطرد للظهير الأيمن البرازيلي.
تصدى تيفيز لركلة الجزاء ونفذها بنجاح في الدقيقة 75، وحاول دروجبا تقليص الفارق للعودة في المباراة لكن جيفن أوقفه في الدقيقة 83.
وواصل الحارس الأيرلندي تألقه في الدقيقة 85 بتصديه لتسديدة من أنيلكا حين أنفرد به تماماً من جهة اليسار.
وقبل النهاية بدقيقتين أضاف بيلامي الهدف الرابع من مرتدة رائعة حين مرر تيفيز لشون رايت فيليبس على الجهة اليمنى ثم مرر لاعب تشيلسي الأسبق عرضية أرضية في غياب جون تيري لتذهب لبيلامي سهلة أمام المرمى، وبعدها بدقائق عاد لامبارد ليُذكر الجماهير أن تشيلسي موجود في المباراة بإحراز الهدف الثاني في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع إثر ركلة جزاء.
بهذه النتيجة يرتفع رصيد مانشستر سيتي من النقاط لـ49 نقطة بفارق 3 نقاط عن توتنهام الخامس، ويتجمد تشيلسي في صدارة الترتيب العام بنفس الرصيد 61 نقطة بفارق نقطة يتيمة عن مانشستر يونايتد الذي فاز يوم الثلاثاء الماضي على ويستهام يونايتد بثلاثية.
وأصبح مانشستر سيتي هو الفريق الوحيد هذا الموسم الذي استطاع تحقيق الفوز على تشيلسي ذهاباً وإياباً.