ستيفان الشعراوي، اسم سقط فجأةً على مسامع متابعي كرة القدم العالمية بعدما أعلن ميلان بطل إيطاليا ضمه الى صفوفه. النصف العربي لهذا الاسم يثير الحشرية في محيطنا، وخصوصاً أن حامله لاعب إيطاليّ
شربل كريم -
اذا كان اسم ستيفان الشعرواي مجهولاً بالنسبة الى كثيرين في عالمنا العربي، فإن متابعي كرة القدم في ايطاليا أصبحوا يعرفونه جيداً، وخصوصاً أن اللاعب المذكور ارتدى قميص كل منتخبات الفئات العمرية حيث برز معها، الا أن ما سلّط الأضواء عليه اخيراً هو اختياره أفضل لاعب في دوري الدرجة الثانية، بعدما أسهم على نحو كبير في وضع بادوفا بين فرق المقدمة، حيث كان الأخير قريباً من الصعود الى الـ «سيري أ» قبل أن تذهب البطاقة الثالثة المؤهلة الى الأضواء لمصلحة نوفارا.
الشعراوي الذي يتحدّر من أصول مصرية (ولد من أب مصري وأم ايطالية)، قدّم أوراق اعتماده الى بطل ايطاليا على نحو مميّز، إذ كانت المباريات الـ 30 التي خاضها مع بادوفا هذا الموسم (سجل خلالها 9 اهداف) كافية لحمله الى الفريق اللومباردي. بكل بساطة، سارع مدير ميلان ادريانو غالياني الى الاتفاق مع جنوى، النادي الأصلي للاعب، الذي كان قد أعاره الى بادوفا ليكسب وقتاً اكبر للعب ويعود ناضجاً على نحو اكبر حيث ستكون إفادته للفريق مضاعفة. وبالفعل صرف ميلان ستة ملايين يورو لامتلاك نصف عقد الشعراوي، حتى إن المدرب ماسيميليانو أليغري لم يفكّر كثيراً في «التضحية» بلاعب الوسط الموهوب الألماني الكسندر ميركل الذي ذهب في الاتجاه المعاكس لإتمام الصفقة.
ومن خلال مشاهدتنا للشعراوي مع منتخب ايطاليا للشباب، يبدو الفتى قادراً على المنافسة على مركز اساسي في تشكيلة «الروسونيري»، فهو يملك شجاعة كبيرة على المستطيل الأخضر لدرجة أنه يبالغ احياناً في المراوغة التي اكدت انه يملك مهارات فردية مميزة قد تمثّل بطاقة عبور له الى النجومية. وصحيح أنه لا يسجل الأهداف بكثرة، لكنه يعرف كيف يفسح المجال لنفسه من اجل الوصول الى الشباك، وذلك عبر التنقل خلف المهاجمين او على طرفي الملعب، حيث يصوّب نظره عادة لتمرير كرة ثمينة الى زميل منطلق من الخلف، فيضعه في موقف جيد للتسجيل.
وطبعاً لن تعكس الأضواء رهبة على الشعراوي الذي خطا أولى خطواته في الدرجة الأولى في السادسة عشرة من عمره عندما لعب مع جنوى امام كييفو، لذا قد يكون الورقة الرابحة لأليغري في الموسم المقبل، وخصوصاً ان الأخير يفضّل هذا النوع من لاعبي الوسط المهاجمين الذين يعدّون من طينة البرازيلي كاكا، ولهذا السبب وضع على لائحته سابقاً الارجنتيني خافيير باستوري نجم باليرمو والتشيكي ماريك هامسيك لاعب نابولي، حتى إنه طلب استرداد الفرنسي يوان غوركوف من ليون، الذي عدّه جمهور الفريق اللومباردي خير خلف للاعب ريال مدريد الإسباني حالياً.
الشعراوي صاحب القميص الرقم 10 مع «الأزوري»، أنسى اليغري كل هذه الأسماء بسرعة كبيرة، وخصوصاً ان الأخير يريد إدخال دماء جديدة الى تشكيلة تعجّ باللاعبين كبار السن، وهو اصلاً عُرف عنه اعتماده على عنصر الشباب، وليس هناك افضل من المصري الأصل لترجمة افكاره في فريق أظهر في الموسم المنتهي نزعةً هجومية رهيبة، ما سيفسح المجال اكثر للوافد الجديد للظهور بأفضل حلّة، والاستفادة من خبرة أولئك المحنكين الذين سيتحلّقون
حوله.