لا تستطيع تذكر الأحاديث والأسماء؟؟؟؟؟ .. جرب هذه الطرق
تشير الأبحاث العلمية إلى أننا ننسى ما نسبته 30٪ مما نسمعه بعد عشرين دقيقة من سماعه، ولا نستطيع تذكر 50٪ مما نسمعه بعد نصف ساعة من وصوله إلى مسامعنا -
الأمر الذي يجعلنا نشعر بالإحباط؛
بيد أن الدكتور ماكسيمليان ووتشتيل أستاذ علم النفس بجامعة دنفر الأمريكية يؤكد إمكانية الحد من الإحباط الناجم عن آفة النسيان
قائلاً: «يمكنك تدريب مخك على الاحتفاظ بالمزيد من المدركات السماعية؛ مما يقلل من درجة إحباطك ويساعدك في العمل ويكسبك المزيد من الثقة بنفسك».
فيما يلي بعض الأسرار والأساليب التي يمكن اتباعها لتقوية الذاكرة:
يتمثل الأسلوب الأول
في «ضغط» المعلومات:
ليس بمقدور عقلك سوى استيعاب حوالي سبع وحدات فقط من المعلومات في ذاكرته قصيرة الأمد (القدرة على تذكر الأشياء المدركة قبل فترة وجيزة) ولأجل هذا فإن الرقم الهاتفي يتكون من سبعة منازل أو سبع خانات! وإذا أردت أن تتذكر المزيد، يوصيك الدكتور ووتشيل بأن «تضغط» جزئيات البيانات المتماثلة لتصبح على هيئة وحدة واحدة.
ويشرح ذلك بقوله:
«لنفترض أنك بصدد التعرف على ثمانية أشخاص جدد.
استمع لأول ثلاثة أسماء منهم ثم قم بترديدها في خاطرك باعتبارها بنداً واحداً - على سبيل المثال «أحمد، علي، محمد». وقم بمثل هذه للأسماء الثلاثة التالية، ومن بعد للاسمين الأخيرين، ففي هذه الحالة، سيقوم مخك بالمعالجة الإدراكية للأسماء باعتبارها ثلاث وحدات من المعلومات وليست ثمانية أسماء.
أما الأسلوب الثاني،
فهو «التدوين» والاستعانة بالكتابة لتذكر الأسماء أو الكلمات المفتاحية (الرئيسية):
وإذا لم تكن هنالك ورقة أو قلم، ما عليك إلا كتابة الكلمة أو الاسم بمجرد تحريك أصبعك السبابة في الهواء مع القيام في الوقت نفسه بترديد الكلمة في رأسك ورسمها في ذهنك. ويكمن السر في ذلك فيما تورده الدكتورة كارين شيرمان اخصائية علم النفس حيث تقول: «إن القيام بالجهد الحركي المتمثل في كتابة الكلمة مع استخدام حاستي السمع والبصر في الوقت نفسه يكون بمثابة الإمساك بالقلم وتحريكه على الورقة سواء بسواء؛ وبذلك ترسخ الكلمة في ذاكرتك».
وأما الأسلوب الثالث،
فهو ينطوي على قول المرء ما يسمعه: ذلك أن إقدامك على تكرار ما تود تذكره
سيؤدي إلى نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد - والمفضية إلى القدرة على الاحتفاظ بالتجارب السابقة واستعادتها بعد فترة طويلة من إدراكها لأول مرة. ولعل هذا هو عين ما يؤكده الدكتور ووتشتيل الذي يردف مستدركاً بضرورة التصرف بسرعة معللاً ذلك بقوله: «إن الكثير مما تسمعه يذهب إلى عالم النسيان خلال دقيقة من سماعه ما لم تحرص على ترديده جهراً ولعدة مرات». ويشار في هذا السياق إلى أن الإكثار من ذكر اسم الشخص أثناء الحوار معه يعد طريقة جيدة لحفظ ذلك الاسم والاحتفاظ به واستعادته عند اللزوم فيما بعد.
والأسلوب الرابع هو الإقلال من التفكير فيما يزمع المرء قوله والتركيز فيما يقوله الآخرون عندما يجلس الناس في شكل دائرة للتعارف بحيث يقوم كل منهم بتعريف نفسه للآخرين. ففي هذه الحالة تقل احتمالات تذكر المرء لاسم الشخص الذي عرّف بنفسه للتو لانه يكون مشغولاً جداً بالتفكير فيما سيقوله عندما يأتي دوره وبالتالي يتوقف عن سماع ما يقوله الشخص الذي يسبقه في الدور.
وللتغلب على هذه النزعة، يجمل بك أن تتظاهر بأنك سوف تضطر لتكرار كل شيء يقوله الآخرون. وتعلل الدكتورة شيرمان ذلك بقولها: «إنك بذا تجعل ذهنك يركز على ما يقوله المتحدث قبلك بدلاً من التركيز على التفكير في ما ستقوله».
ويتمثل الأسلوب الرابع
في محاولة رسم صورة ذهنية لما يراد تذكره.
فقد كان الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت يعرف أسماء جميع من عملوا معه عن ظهر القلب. أما كيف أنه تمكن من ذلك فإنه كان يتخيل أسماءهم مكتوبة على جباههم. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن قيامك بتصوير ما سمعته يجعلك تتذكر ما سمعته فيما بعد بمزيد من السهولة. ويشرح ذلك الدكتور سانجاي غوبتا بقوله: «إن المخ قد تم تشفيره على تذكر المدركات البصرية أفضل من تذكره للمعلومات السماعية».
وفي الأسلوب الخامس،
يقول سكوت هاغوود مؤلف كتاب «قوة الذاكرة» «إن التواصل البصري لا يساعدنا على الاستمرار في التركيز فحسب، وإنما يساعدنا أيضاً على إدراك الحالة المزاجية للمتحدث مما يساعد المخ أيضاً على الاحتفاظ بما يقوله الشخص المتحدث». وعليه فإن التواصل البصري ليس مجرد ضرب من الكياسة ودماثة الخُلق وإنما يؤدي في واقع الأمر إلى توجيه دماغك وحفزه للمزيد من التذكر والاحتفاظ والاستعادة. ففي الحقيقة إذا سمعت شيئاً قيل في غرفة أخرى سوف تتذكر منه ما نسبته 20٪ فقط بيد أن ما تسمعه من قائله وجهاً لوجه سوف تتذكره بنسبة 50٪.
وثمة نصيحة أخيرة تتمثل في تناول ثمر العنبية؛ إذ تشير الدراسات إلى أن تناول ملء قبضة اليد من هذه الثمرة يومياً يكفي لتحسين الذاكرة قصيرة الأمد